وعظمه وولّاه نظر الجامع وغيره ، ولم تكن سيرته إذ ذاك بمحمودة ، ثم إنه في سنة ثلاث عشرة جيء به من مدينة حلب المحروسة في الترسيم إلى الملك الناصر إلى دمشق ، فأهانهما وحبسهما في القلعة بسبب صحبتهما للملك المؤيد شيخ ، وصودر شمس الدين وباع ثيابه وسأل الناس بالأطرق وعاد هو وأخوه إلى مصر ، فلما تسلطن الملك المؤيد شيخ قربهما على العادة ، فلما خرج السلطان من مصر أول سنة سبع عشرة إلى دمشق إلى قتال نوروز وخرج معه فولاه قضاء الحنفية بدمشق ، فجاء وباشر مباشرة لا بأس بها بالنسبة إلى العفة عن أموال الناس ، وكان قد فوّض الحكم إلى نوابه ، وهو قليل جدا ، لا يدخل إلى مدرسة الحكم أبدا ، وإنما نوابه يسدون مسده ، وله وجاهة وجربه ، وولي بعض التداريس في القصاعين وغيرها ، وجلس مدة يسيرة في الجامع يشتغل ، ولما دخل فتنة قاتباي دخل إلى القلعة ودبر أمرها ، وكانت غالب الأمور إليه ، فلما وقع الحريق من القلعة أنكر الناس ذلك منه ، وقيل إن ذلك برأيه وإن لم يكن برأيه فلو شاء لأنكره ، ولكن بلغني أنه حلف أن ذلك لم يكن برأيه ولا بعلمه ، وكان في ظنه وظن الناس أنه قد نال بما فعل عند السلطان مرتبة لا يصل إليها ، فلم يظهر من السلطان احتفال بما فعلوه ، بل ربما ذم على ما وقع من الحريق ، ولما توجه السلطان إلى حلب المحروسة في أول شهر رمضان ، توجه إليه السلطان فأراد السلطان أن يرسله إلى ابن قرمان في رسالته ، فسأله الإقالة من ذلك ، فغضب السلطان عليه وأمره بالرجوع إلى دمشق ، فرجع ومرض في الطريق ، قيل إنه أطعم في حماة لوزينجا مسموما ، ووصل إلى دمشق مريضا يوم السبت عشرينه ، وتوفي عند الصبح يوم الاثنين تاسع عشريه جوار مدرسة بلبان ، وحضر جنازته خلق من الفقهاء والترك وغيرهم ، وصلي عليه بمسجد القصب وأم الناس الشيخ محمد بن قديدار ، ثم صلي عليه ثانيا بجامع يلبغا ، وحضر الصلاة هناك ملك الأمراء ، ثم صلي عليه ثالثا بباب الجابية ، ودفن بمقبرة باب الصغير على يسار الذاهب إلى مسجد الذيان مقابل تربة الجيبغاي على حافة الطريق ، وتوفي رحمهالله تعالى في العشر الأخير ظنا ، وترك عليه ديونا كثيرة ، وتركة يسيرة لا