تفي بما عليه ، وكان لباسه ولفته تشبه أهل الدواوين لا القضاة انتهى.
ثم قال في شوال منها : وفي يوم الاثنين سابعه لبس القاضي شهاب الدين بن العز الحنفي المعروف بابن الكشك خلعة نظر الجيش بدمشق عوضا عن صدر الدين بن العجمي (١). إلى أن قال : ثم بعد أيام ورد له مرسوم بأن يباشر القضاء عن ابن التباني ، وجمع بينه وبين نظر الجيش كما فعل القاضي جمال الدين العجمي (٢) بمصر أيام الملك الظاهر برقوق ، وأما بدمشق فلم يتفق ذلك انتهى. ثم قال في ذي القعدة منها : وفي يوم الخميس ثانيه وصل إلى دمشق ـ يعني من السلطان وهو بحلب ـ توقيع القاضي شهاب الدين بن العز بوظيفة قضاء الحنفية عوضا عمن تقدم بدمشق ، وخلع عليه وقرىء التوقيع بالجامع وهو مؤرخ بخامس عشرين شوال انتهى. وقال في جمادى الأولى أو الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الاثنين خامس عشره آخر النهار وصل الخبر بعزل القاضي الحنفي هو ابن العز المذكور بالقاضي شمس الدين الصفدي قاضي طرابلس بعد ما كتب خطه بألفي دينار ، وبعزل السيد ابن نقيب الأشراف من نظر الجيش بالقاضي جمال الدين بن الصفي (٣) ، وقيل إنه خلع عليه بذلك يوم الخميس رابع الشهر انتهى. وكان ابن العز المذكور المعروف بابن الكشك قد زوج ولده بنت السيد المذكور واتفقا على القاضي نجم الدين بن حجي ، وحصل لهما بسببه شر كثير ، وغرما مالا كثيرا نحو عشرين ألف دينار على ما بلغنا مع كثرة الطنون فيهما لما قيل ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. ثم قال في شهر رجب منها : وفي سحر ليلة الثلاثاء سابعه وصل قاضي القضاة شمس الدين الصفدي على غفلة من طرابلس ، وجاء إلى دار السعادة فسلم على النائب ثم ذهب ومعه الدوادار الكبير وكاتب السر والحاجب الثاني وجماعة من الأمراء إلى منزله ، ونزل عن أخيه بمرج الدحداح وقد استقرّ ولده شهاب الدين أحمد ، وهو شاب صغير السن في قضاء طرابلس ، وأخبر بأن له في طرابلس ثلاثين سنة إلا شهرا
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٢٠٢.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٣٦٢.
(٣) شذرات الذهب ٧ : ٢٩٠.