وأياما ، وكان مشكور السيرة بها ، مشهور الاسم ، مقصودا للطلبة ، وفي يوم الخميس تاسعه لبس في الاصطبل ومعه القاضي المالكي وكاتب السر والحجاب الصغار ودوادار السلطان وجاء إلى الجامع وقرىء تقليده ، قرأه عماد الدين بن السرميني نائب كاتب السر وليس فيه شيء من الوظائف بل فيه ويستقرّ في الوظائف التي تتعلق بالقضاء ، وتاريخ توقيعه مستهل الشهر ، واستناب السيد ركن الدين (١) فقط ، ويومئذ وصل الخبر أن كاتب السر بدر الدين بن مزهر توفي ، وكان ولده جلال الدين استقر في كتابة سر مصر عوضا عن والده بمائة ألف دينار ، وهو صبي صغير عمره نحو خمس عشرة سنة انتهى. ثم قال في ذي القعدة منها : وفي ثامنه عقد مجلس للقاضيين الحنفيين المتصل والمنفصل بسبب حاجب الحجاب ، وسبب ذلك أن السلطان كان قد رسم أن تكون الوظائف كلها وظائف القضاء وغيرها بينهما نصفين : نصف للقاضي المتصل ، ونصف للمنفصل وولده ، فسعى القاضي في إحضار مرسوم بأن ينظر في مستندات القاضي شهاب الدين بن العز ويحرر ، وأنه ما منع من تحريرها في مصر إلا أنه لا يمكن ذلك هناك ، فيعمل بينهما بالحق مع غير حيف أو ميل من إحدى الجهتين على الأخرى ، وإن وقع حيف أو ميل من أحد من القضاة فتحمل القضاة الثلاثة إلى مصر ، وأن الأمير محمد بن منجك يحضر الصلح ، فحضر عند الحاجب القضاة ونوابهم وجماعة من العلماء ، ووقع كلام وانتشر ، ثم اصطلحوا على أن القاضي شهاب الدين بن العز ينزل للقاضي شمس الدين الصفدي عن تدريس القصاعين ونظرها وتدريس الصادرية ونظرها ، ففعل ذلك واستقر باسم ابن القاضي تدريس الخاتونيتين والمرشدية ونظرها وخطابة جامع دنكز وبيده والده نظر الجمالية ونظر الحافظية ونصف نظر الماردانية ، وانفصل الأمر انتهى.
ثم قال في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الأربعاء حادي عشره وصل الخبر إلى دمشق بعزل القاضي شمس الدين الصفدي الحنفي ، ورسم بعوده إلى قضاء طرابلس عوضا عن ولده ، ولبس قاضي القضاة شهاب الدين بن
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٢٣١.