العز يوم الأحد رابع عشره ، وقرىء توقيعه بالجامع ، وفي التوقيع يستقر هو وولده فيما كان بيدهما من الوظائف ، ومن جملتها الخاتونية والصادرية ، وكان القاضي شمس الدين الصفدي قد أخذهما بنزول ابن قاضي القضاة له في ذلك المجلس الذي عقده ببيت الحاجب في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ، واستمرّ بنيابة السيد ركن الدين ، واستناب بقية نوبه انتهى.
ثم قال في المحرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الجمعة خامس عشره استناب نواب القاضي الحنفي من المدرسة النورية إلى دار الحديث النورية ، وكان القاضي شمس الدين الصفدي لما عرض عليه القاضي شهاب الدين الحنفي النورية والصادرية اعتلّ الصفدي بأن نواب القاضي والشهود والرسل (كذا) بالنورية فكيف ندخل إليها ، فقال له القاضي الحنفي : أنا أنتقل منها. ثم إن القاضي الصفدي لحق السلطان وأخذ منه مرسوما بالوظيفتين ، كتب معه القاضي زين الدين عبد الباسط إلى الحنفي أن يفي له بما شرطه ، فلم يسعه إلا الانتقال منها ، وحصل له بذلك ذلّ انتهى.
وقال في شهر ربيع الأول منها : وممن توفي فيه قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن قاضي القضاة محيي الدين محمود ابن قاضي القضاة نجم الدين أحمد ابن قاضي القضاة عماد الدين إسماعيل ابن الشيخ شرف الدين أبي البركات محمد بن عز الدين أبي العز الأذرعي الأصل الدمشقي الحنفي المعروف بابن العز وبابن الكشك ، مولده على ما أخبرني به ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان سنة ثمانين ، واشتغل بالعلم يسيرا ، ودرّس بالمدرسة الظاهرية ، وناب عن والده وهو شاب ، فأنكر الناس ذلك ، ولما جاء التتار ورحل والده معهم كان هو أيضا معه في ذلك ، وأخذهما تمرلنك إلى مدينة تبريز ، ثم رجعا ، ولما مات والده في ذي الحجة سنة ست وثمانمائة أخذ جهاته ، وناب في القضاء ، وظهر للناس جرأته وإقدامه ثم ولي قضاء القضاة في صفر سنة اثنتي عشرة ، ثم عزل بعد نحو شهرين ثم أعيد ثانيا في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة ، وعزل في آخر سنة أربع عشرة بابن القضامي الحموي ، ثم أعيد المذكور قبل مباشرة ابن