عيد المنفصل عن قضاء الحنفية بدمشق فمات منها وفي سادس عشرين شهر رجب سنة ست وثمانين تولى بمصر قضاء الحنفية بدمشق العمادي إسماعيل الناصري وعزل المحب بن القصيف ، ثم في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين عزل العمادي الناصري وتولى الزيني عبد الرحمن بن أحمد الحسباني بمصر ودخل إلى دمشق في رابع عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وصحبته خاصكي قيل إنه من أقارب السلطان ليسلمه جميع الجهات التي كانت بيد علاء الدين علي بن قاضي عجلون وتلقاهما نائب الغيبة أينال الخسيف والأمير الكبير بدمشق جاثم ومحمد بن شاهين نائب القلعة بدمشق ، ونزل الحسباني في بيت المستوفي جوار الحنبلية ، وكان قد تقدمه ولده أمين الدين معزولا من كتابة السر بدمشق ، ونزل بمنزل قاضي القضاة علاء الدين علي بن قاضي عجلون في جيرون ونائبا عن والده في العرض وغيره ، وتولى بعده كتابة السر بدر الدين بن الفرفور ، ثم في آخر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين اعتقل القاضي زين الدين الحسباني بقلعة دمشق على دين كثير لأمير أخور ، ثم أطلق بعد أيام. ثم في يوم الثلاثاء ثامن جمادى الأولى بل الآخرة منها أعيد العمادي قاضي الحنفية بدمشق وعزل الزيني الحسباني عنها ، ثم دخل العماديّ من مصر إلى دمشق بخلعة بيضاء يوم السبت ثامن عشر شهر رجب منها صحبة أمير أخور الكبير قانوصة خمسمائة ، وفي يوم الخميس ثامن عشر شوال منها ورد المرسوم الشريف باعادة الزيني الحسباني إلى قضاء الحنفية وبالترسيم على العمادي ، فطاش الحسباني وركب في المراكب وعرض واعتقل بمجرد ذلك من غير ليسن تشريف ، والذي في المرسوم : إنا قد عزلنا العمادي واستقرينا الزيني الحسباني ، ثم قدم الأمير أخور قانصوه خمسمائة المفوض إليه التفويض إلى العمادي في ولايته المنفصل عنها والعمادي خلفه ، ولم يعلم العمادي بعزل الحسباني ، ثم أهين الحسباني بسبب الديون مرارا. وفي يوم الاثنين رابع شوال سنة أربع وتسعين ورد المرسوم الشريف بعزل الحسباني من قضاء الحنفية وأن يختار الحنفية لهم قاضيا فيفوض إليه النائب ، فاختار بعضهم تولية العمادي وفوض إليه النائب ، ثم بعد أيام سافر الحسباني إلى مصر ، فلما دخل إليها أهين