إهانة بالغة بسبب الديون ، وفي يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر سنة خمس وتسعين لبس العمادي تشريفا من السلطان لكون النائب فوض إليه بالاذن الشريف وقرىء توقيعه بالجامع ، وفيه إطراء كثير ، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وفي يوم الأحد عاشر شهر رجب منها وهو آخر آذار ورد مرسوم شريف بالقبض على قاضي الحنفية بدمشق العمادي إسماعيل ، وأن يعطي المنفصل عنها الزيني الحسباني أربعة آلاف دينار ، وفي يوم الجمعة ثاني عشر ذي القعدة قبل صلاتها منها ، ورد مرسوم تشريف إلى الحاجب يونس بأن يفوض وظيفة قضاء الحنفية عوضا عن العمادي لمن يختاره ، وكان النائب يومئذ بالمرج مغيبا عن جلبان السلطان مرجعهم من التجريدة ، فقام جماعة مع القاضي البرهان بن القطب ، وقام آخرون مع المحب بن القصيف ، وزاد في قدر المال وتأبى البرهان واعتذر بالعجز والضعف ، فاستكتب المحب جماعة بأنه لا بأس به ، وأحضر خطوطهم للحاجب المذكور. ثم في يوم الثلاثاء سادس عشري الشهر المذكور فوض إليه الحاجب المذكور وألبسه التشريف والطرحة من الاصطبل إلى بيته قرب الجرن الأسود ، وفي يوم السبت حادي عشر شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين لبس المحب المشار إليه تشريفا جاء من مصر على حكم تفويض الحاجب المذكور ، وورد مرسوم شريف باعتقال البرهان بن القطب إلى أن يعطي المحب المذكور ألف دينار ويقبل الوظيفة عوضا عن المحب المذكور ، فاعتقل بقلعة دمشق ، ثم عزل المحب المذكور في ثاني عشر جمادى الآخرة منها ، وفي يوم الخميس عاشر شهر رجب منها وهو يوم موسم الحلاوة ، لبس البرهان بن القطب تشريف قضاء الحنفية بدمشق عوضا عن المحب المذكور على مبلغ ألفي دينار ، وذلك بعد أن اعتقل بجامع قلعة دمشق نحو تسعة شهور ، وقرأ توقيعه بالجامع صاحبه الحلبي الشمسي على العادة ، وتاريخه ثاني عشر جمادى الآخرة المذكور. وفي شهر رمضان من سنة ست المذكورة وصل الحسباني من مصر إلى غزة منفصلا فرفسه به فرس وهو راكب فانكسرت رجله ، فحمل إلى دمشق ودخلها أيام العيد فاستمر في شدة منها ومن غيرها ، وفي يوم السبت تاسع عشر صفر سنة سبع وتسعين سافر