وولي خطابة جامع جراح ثم ولي خطابة جامع دمشق.
قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة خمس وسبعمائة : وفي شوال توفي خطيب دمشق ونحويها ومحدثها الشيخ شرف الدين الفزاري اخو شيخنا تاج الدين ، وله خمس وسبعون سنة انتهى. فليتأمل هذا المحل فان ظاهر كلام المؤرخين في تقديم بعض من وليها على بعض التغابن والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال السيد الحسيني في ذيل العبر في سنة ست وأربعين وسبعمائة : ومات ببلدة طرابلس قاضيه العلامة حسام الدين القرمي مدرس الناصرية بالجبل ، تفقه للشافعي وبرع في علم الحديث وصنف وأفاد ، وكان احد الأئمة ، ودرّس بعده بالناصرية شيخنا نجم الدين بن قوام ، هذا هو الشيخ الامام العالم الصالح الزاهد القدوة ابو بكر بن محمد بن عمر ابن الشيخ الكبير ابي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي الأصل الدمشقي ، ميلاده في ذي القعدة سنة تسعين وستمائة ، وسمع وتفقه وحدث عن عمر بن القواس وغيره ، وكان شيخ زاوية والده ، ودرّس بالرباط المذكور ، وسمع منه الشريف الحسيني وآخرون.
وقال الحافظ ابن كثير : وكان رجلا حسن الهيئة جميل المعاشرة فيه أخلاق وآداب حسنة ، وعنده فقه ومذاكرة ، ومحبة للعلم ، توفي رحمهالله تعالى في شهر رجب سنة ست وأربعين وسبعمائة ودفن بزاويتهم بسفح قاسيون إلى جانب والده ، ودرّس بعده ولده الشيخ نور الدين ابو عبد الله محمد. وستأتي ترجمته في زاويتهم. وقال ابن كثير في سنة خمس وثمانين وستمائة ، وممن توفي بها الشيخ الامام العالم البارع جمال الدين ابو بكر محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله ابن سحبان البلوي ابن الشريشي المالكي ، ولد بشريش سنة إحدى وستمائة ورحل إلى العراق فسمع بها الحديث من المشايخ كالقطيعي وابن روزبة وابن اللتي وغيرهم ، واشتغل وحصّل وساد أهل زمانه ، ثم عاد إلى مصر فدرس بالفاضلية ، ثم أقام بالقدس شيخ الحرم ، ثم جاء إلى دمشق فتولى مشيخة الحديث بتربة ام الصالح ، ومشيخة الرباط الناصري بالسفح ، ومشيخة