المالكية ، وعرض عليه القضاء فلم يقبل ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر رجب بالرباط الناصري بقاسيون ودفن بسفحه تجاه الناصرية وكانت جنازته حافلة جدا انتهى.
فائدتان (الأولى) : قال ابن كثير في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة : الشيخ الكبير المقرئ تقي الدين أبو بكر بن عمر بن المشيع الجزري المعروف بابن المقصاني. نائب الخطابة ، وكان يقرئ الناس بالقراآت السبع وغيرها من الشواذ ، وله إلمام بالنحو ، وفيه ورع واجتهاد ، توفي ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادى الآخرة ، ودفن رحمهالله تعالى من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري وقد جاوز الثمانين.
وقال السيد الحسيني في ذيل العبر في هذه السنة : ومات بدمشق شيخ القراء الشيخ تقي الدين بن المقصاتي في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة ، أمّ مدة بالرباط الناصري ، وتلا على الشيخ عبد الصمد (١) وغيره ، وروى عن الكواشي تفسيره ، وكان ديّنا صالحا بصيرا بالسبع قراآت انتهى.
(الثانية) : قال ابن كثير في سنة اربع وستين وستمائة : وممن توفي بها أيدغدي ابن عبد الله الأمير جمال الدين العزيزي ، وكان من أكابر الأمراء وأحظاهم عند الملك الظاهر لا يكاد يخرج عن رأيه ، وهو الذي أشار عليه بولاية القضاء ، أي من كل مذهب قاض على سبيل الاستقلال ، وكان رحمهالله تعالى متواضعا لا يلبس محرما ، كريما ، وقورا ، رئيسا معظما في الدولة ، أصابته جراحة في حصار بلاد صفد ، فلم يزل مريضا منها حتى مات ليلة عرفة ودفن بالرباط الناصري بسفح قاسيون انتهى.
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٥٣.