ج ـ بعض المدن والقرى التابعة للحجاز التي ذكرها الرحالة المغاربة والاندلسيون :
ينبع :
أشار العبدري إلى أمير ينبع واصفا حكمه بالاستبداد وسخط الناس عليه ، إلّا أنّه أغفل ذكر اسمه ولكنه أظهر علاقته بمصر بقوله : " صاحب ينبع وأهلها في خدمة صاحب مصر حيث يمدهم بالزرع" (١).
ويستنتج من ذلك مدى الصلة الاقتصادية بين ينبع ومصر. والذي كان سلطانها في تلك الفترة هو الملك المنصور (٢) ، وقد أشار العبدري وقت خروجه من مصر إلى عزم الملك المنصور للجهاد بعكّا ، إلّا أن المنيّة قد أدركته قبل تحقيق ذلك فجاءت أخبار وفاته أثناء توجّه العبدري إلى مكة المكرمة ، وعلى بعد مرحلة من رابغ (٣).
وما جاء في رحلة العبدري موافق لما حدث تلك السنة حيث وصل إلى المنصور خبر غدر الفرنج بعكّا ، وقتلهم المسلمين ، ونهب أموالهم ، فعزم على الخروج لجهادهم ولكنّه مرض وتوفي يوم السبت سادس ذي القعدة عام ٦٨٩ ه / ١٢٩٠ م (٤).
__________________
(١) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣.
(٢) الملك المنصور قلاوون الصالحي تولّى المملكة وجلس يوم الأحد ثاني عشر رجب سنة ٦٧٨ ه / ١٢٧٩ م وتلقب بالمنصور وكانت وفاته يوم السبت سادس ذي القعدة سنة ٦٨٩ ه / ١٢٩٠ م. والمنصور حسن الشكل معتدل القامة ، درّيّ اللون ، قليل الكلام بالعربي ، فصيح اللسان بالتركي ، شجاع مقدام محبّ لجمع الأموال مغرم بشراء المماليك ، اقتنى منهم ما لم يقتنه أحد قبله. انظر ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ٢ ، ص ٩٢ ـ ١٠٤.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٦ ؛ (رابغ) واد يقطعه الحاج بين البزواء والجحفة. انظر ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ١١.
(٤) ابن عبد الظاهر : تشريف الأيام والعصور ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ؛ الذهبي : دول الإسلام ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ؛ ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ٢ ، ص ٩٩ ـ ١٠٠.