وذكر البخاري : أن كلدة بن حنبل أسلمي (١). فالله أعلم ، وبقي عبد الرحمن بن حنبل حتى شهد مع علي صفين ، وكان ممن ينحرف (٢) عن عثمان ، وبلغني من وجه لا يثبت أنه قال (٣) :
أحلف بالله جهد اليمي |
|
ن ما ترك الله أمرا سدى (٤) |
ولكن خلفت (٥) لنا فتنة |
|
لكي نبتلي بك ، أو تبتلى |
دعوت الطريد فأدنيته |
|
خلافة لسنّة من قد مضى (٦) |
وأعطيت مروان خمس العباد (٧) |
|
ظلما لهم وحميت الحمى |
ومالا أتاك به الأشعري |
|
من الفيء أعطيته من دنا |
وإن الأمينين قد بيّنا |
|
منار الطريق عليه الهدى |
فما أخذا درهما غيله |
|
ولا قسما درهما في هوى |
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة ، نا محمد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال : صفوان بن أمية أبو وهب ، من مسلمة الفتح ، مات بمكة ، وأخواه لأمه : كلدة وعبد الرحمن ابنا الحنبل.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد قال (٨) : قال محمد بن عمر :
كلدة بن الحنبل ، هو أخو صفوان بن أمية بن خلف لأمه ، وهو أسود من سودان مكة. وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي :
__________________
(١) راجع التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٤١.
(٢) في م : يتحرف.
(٣) الأبيات في الاستيعاب ٢ / ٤١٥ (هامش الإصابة) ، وبعضها في الإصابة ٢ / ٣٩٥ وأسد الغابة ٣ / ٣٣٥.
(٤) روايته في أسد الغابة :
أقسم بالله رب العباد |
|
ما خلق الله شيئا سدى |
(٥) الاستيعاب : «جعلت» وفي أسد الغابة : خلقت.
(٦) يعني بالطريد الحكم بن أبي العاص ، وكان النبي (ص) قد أبعده إلى الطائف. وعجزه في الاستيعاب :
خلافا لما سنه المصطفى
(٧) الاستيعاب : «خمس الغنيمة» وقد صدر ابن عبد البر الأبيات أن عبد الرحمن بن الحكم قالها في عثمان بن عفان (رض) لما أعطى مروان خمسمائة ألف من خمس أفريقية.
(٨) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٧ وانظر فيه ٥ / ٤٤٩.