فأمر به فطيّن عليه البيت ، فقالت أم البنين ابنة عبد العزيز : لا بلّغه الله أمله فيه ، ففتح الباب عن عمر.
قال أبو زرعة : فكلمت فيه أم البنين هي التي شفعت فيه.
ومما لم أر عليه علامة السماع قال أبو زرعة تكلمت فيه أمّ هذا الذي بويع له بعد ما طيّن عليه ثلاثا ، ففتح عنه فأدرك وقد مالت عنقه يكاد يموت ، فكان ذلك المثل فيه حتى مات.
كذا قال : الذي بويع له ، ولم يبايع له ، وإنّما عزم على ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال :
أراد الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز على أن يخلع سليمان ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّما بايعنا لكما في عقدة واحدة ، فكيف نخلعه ونتركك.
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٢) ، نا محمّد بن عمر الواقدي ، حدثني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب بن عبد العزى (٣) ، عن أبيه ، قال :
تلقى الناس سليمان وقد كان همّ أن يبايع لابنه أيوب بن سليمان يوم الفطر من تلك السنة ـ يعني سنة سبع وسبعين ـ وقد كان الوليد بن عبد الملك منع ابنه عبد العزيز بن الوليد ، وأمّه أم البنين بنت عبد العزيز ، وأمره بالنهي والتّحفّظ على الناس ، وأن يلقى الناس بالبشر ويعدهم ، فكان الناس قد أحبّوه وأحبوا ولايته ، وقد كان الوليد أراد سليمان أن يجعله ولي عهده فأبى ذلك عليه وقال : ليس أحد يحب ولده غيرك ، وقال أنا ناظر في ذلك إن شاء الله ، فكاد الوليد يغالط سليمان ثم كف عنه.
وقال جرير بن الخطفى في ذلك (٤) :
__________________
(١) انظر المعرفة والتاريخ ١ / ٥٥٤.
(٢) ليس لعبد العزيز بن الوليد ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع.
(٣) بالأصل : عبد العزيز ، تصحيف والصواب عن م.
(٤) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٦٩ قاله في عبد العزيز.