الروضة المقدّسة الحيدريّة حتّى انقضت عشرة أيّام فوجدت حبّا في قلبي واشتدّ شوقي فكنت جالسا في بعض الليالي في رواق مسجد عمران فاعترتني سنة فإذا أنا واقف كأنّي عند باب روضة العسكريّين عليهماالسلام ورأيت القبر في نهاية الارتفاع والطول والعرض وعلى الصندوق بطانته من حرير خضراء وإنّ الحجّة بن الحسن عجّل الله فرجه متّكئ ظهره على الصندوق ، فلمّا نظرت إليه شرعت بالزيارة الجامعة فلمّا فرغت منها قال عجّل الله فرجه : نعمت الزيارة ، فقلت مشيرا إلى القبر : هذه زيارة جدّكم؟ قال : نعم ، ثمّ بعد التقرير قال : أدخل ، فدخلت ووقفت في الجهة اليمنى ، فقال عليهالسلام : أدن ، فقلت : يابن رسول الله ، أخاف خلاف الأدب فأصير كافرا. قال : أدن لا تصير كافرا ، فدنوت منه ، فقال : اجلس ، فجلست مع ارتعاش واضطراب ، فتوجّه عليهالسلام إليّ بعنايات وألطاف ، فلمّا استيقظت اشتدّ شوقي إلى سرّ من رأى وكنت قبل ذلك كأنّي أرى المفارقة من النجف الأشرف ممتنعا ، فلمّا دخلت سامرّاء وبقيت ليلة في الحرم الشريف رأيت ما رأيت في حال السنة ونلت بالفيوضات العظيمة .. انتهى.
وقال شيخنا العلّامة الخبير ثقة الإسلام الشيخ آقا بزرك صاحب كتاب الذريعة أنّ الزيارة الجامعة شرحها جماعة من العلماء والمحدّثين مضافا إلى شرح المجلسي في مزار البحار :
الأوّل : آمال العارفين منظورا في المعارف للأديب العارف الحاج أبو القاسم التاجر الطهراني المتخلّص ببروين ، مرتّب على سبع وثلاثين رشحة وبعض رشحاته في شرح الزيارة الجامعة ، طبع سنة ١٣٧٨.
الثاني : شرح الزيارة الجامعة للشيخ أحمد الإحسائي المتوفّى سنة ١٢٤١ مطبوع.