طاوس رحمهالله ، وقد ذكرنا جملة منها بالأسانيد الصحيحة في كتابنا دار السلام ، وجنّة المأوى ، والنجم الثاقب ، لو جمعت لكانت رسالة حسنة.
وقال المامقاني في رجاله بعد العنوان : هو وحيد عصره بل الأعصار ، وفريد دهره بل الدهور ، صاحب المقامات العالية ، والكرامات السامية ، ووصفه ببحر العلوم بالحقّ والاستحقاق ، لأنّه في جميع العلوم بحر موّاج ولا ساحل له ، وفارس كرّار لا فرار له ، ثمّ ساق الكلام مثل ما مرّ ، وعدّ من مشايخه الشيخ محمّد تقي الدورقي قدّس الله نفسه.
أخباره ونوادر كراماته :
أوّل من انتقل من هذه الأسرة الميمونة إلى العتبات المقدّسة جدّ بحر العلوم السيّد محمّد الطباطبائي ، وكان قاطنا ببروجرد من بلاد إيران فانتقل منها بأهله وحشمه إلى العتبات العاليات ، وصرف في خدمة أجداده هنالك كثيرا من الأوقات ، ثمّ استقرّ رأيه الشريف على المعاودة إلى وطنه القديم ، فلمّا وصل إلى مدينة كرمانشاه عرض عليه أهلها الإقامة عندهم للاستنارة بأنوار علومه ، فأجابهم إلى ذلك وقطن هناك بقيّة أيّام حياته ، ثمّ حضرته المنيّة فيها عند استيفاء أجله المحتوم فانتقل أهله وولده إلى بلده القديم بروجرد فكانوا به إلى زمن طلوع كوكب صاحب الترجمة من كربلا ، ثمّ توفّي والده فيها فانتقل إلى النجف الأشرف وقضى فيها برهة من الزمان مجدّا في العلم والتدريس ثمّ عاد إلى كربلا وتلمّذ على الأستاذ المحقّق الوحيد البهبهاني. ثمّ لمّا ترك الوحيد البحث لكبر سنّه ونهاية عجزه انتقل إلى النجف الأشرف وأقام بها فصار محطّ رحال العلماء.
ثمّ سافر إلى مكّة المعظّمة وجاورها مدّة طويلة ، وصار الناس يزدلفون إليه كما يزدلفون إلى عرفة والمزدلفة ، وكان يدرّس هناك في المذاهب الأربعة فقصده