الخادم ما حمله ورجع الخادم ، وطرق الباب فخرج الرجل ، فقال له السيّد : أحببت أن أتعشّى معك الليلة ، فلمّا أرادا الأكل قال له المؤمن : ليس هذا زادك لأنّه مطبوخ نفيس لا يصلحه العرب ولا نأكله حتّى تخبرني بأمره ، فأصرّ عليه السيّد جواد بالأكل ، وأصرّ هو بالامتناع ، فذكر له القصّة ، فقال : والله ما اطّلع عليه أحد من جيرتنا فضلا عمّن بعد ، وإنّ هذا السيّد لشيء عجيب.
قال : وحدّث بهذه القضيّة ثقة أخرى غيره وزاد فيه اسم الرجل وهو الشيخ محمّد نجم العاملي ، وإنّ ما في الصرّة كان ستّين شوشيّا ، كلّ شوشيّ يزيد على قرانين بقليل.
تشرّف بحر العلوم بلقاء الحجّة عليهالسلام في السرداب :
قال العلّامة المحدّث الميرزا محمّد حسين النوري في دار السلام : حدّثني السيّد السند والعالم المعتمد المحقّق الخبير والمضطلع البصير السيّد علي حفيد بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالما مبرّزا له شرح النافع حسن نافع جدّا وغيره ، عن الورع التقي النقي الوفي الصفي السيّد مرتضى صهر السيّد بحر العلوم على بنت أخته وكان مصاحبا له في السفر والحضر مواظبا لخدماته في السرّ والعلانية ، قال : كنت معه في سرّ من راى في بعض أسفار زيارته ، وكان السيّد ينام في حجرة وحده ، وكان لي حجرة بجنب حجرته ، وكنت في نهايه المواظبة في أوقات خدماته ، بالليل والنهار ، وكان يجتمع إليه الناس في أوّل الليل إلى أن يذهب شطر منه في أكثر الليالي.
فاتفق أنّه في بعض الليالي قعد على عادته والناس يجتمعون فرأيته كأنّه يكره الاجتماع ويحبّ الخلوة ويتكلّم مع كلّ واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده ، فتفرّق الناس ولم يبق غيري ، فأمرني بالخروج ، فخرجت إلى حجرتي متفكّرا في حالته في تلك الليلة ، فمنعني الرقاد ، فصبرت زمانا فخرجت متخفّيا