قائمة الکتاب
نبذة من حياة بحر العلوم رحمهالله
١٦٢
إعدادات
مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء [ ج ٢ ]
مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء [ ج ٢ ]
المؤلف :الشيخ ذبيح الله المحلاتي
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :انتشارات المكتبة الحيدريّة
الصفحات :372
تحمیل
فرقة ، وهذه السامرة طائفة عظيمة من اليهود تخالف اليهود في أشياء كثيرة ، والتوراة التي في أيديهم مغايرة لما في أيدي باقي اليهود؟
فقالوا : لا ندري لم وقع هذا الاختلاف ولكن نعلم بمخالفة كتاب السامرة لكتابنا ، وكذلك مخالفتهم لنا في أمور كثيرة.
فقال لهم أيّده الله : فكيف تنكرون الاختلاف وتدّعون اتفاقكم على شيء واحد؟ ثمّ قال لهم سلّمه الله تعالى : هل زيد في التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليهالسلام شيء أم نقص منه شيء؟
فقالا : هي على حالها إلى الآن لا زيادة فيها ولا نقصان لها.
فقال لهم أيّده الله تعالى : كيف يكون ذلك وفي هذه التوراة التي في أيديكم أشياء منكرة ظاهرة القبح والشناعة ، منها ما وقع في قصّة العجل من نسبة اتخاذه إلها لبني إسرائيل إلى هارون النبيّ عليهالسلام وهذه ترجمة التوراة في فصل نزول الألواح واتخاذ العجل وهو الفصل العشرون من السفر الثاني : ولمّا رأى القوم أنّ موسى قد أبطأ عن النزول عن الجبل تحرّفوا إلى هارون وقالوا : قم فاصنع لنا آلهة يسيرون قدّامنا ، فإنّ ذلك الرجل موسى الذي أصعدنا من بلد مصر لا نعلم ما كان منه. فقال لهم هارون : فكّوا شنوف الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها ، ففعل ذلك جميع القوم ونزعوا الأقراط التي كانت في آذانهم وأتوا بها إلى هارون ، فأخذها منهم وصوّرها بقالب وجعلها عجلا مسبوكا فاتخذوه آلها وعبدوه ، فلمّا جاء موسى من ميقات ربّه ورأى ما صنع هارون وقومه أنكر ذلك ووبّخ هارون ، فاعتذر إليه فقال : لا تلمني على ذلك فما فعلته إلّا خشية تفرّق بني إسرائيل ، فهذا دليل قاطع وبرهان ساطع على أنّ التوراة التي عندكم محرّفة وإنّ فيها زيادة على التوراة التي أنزلت على موسى عليهالسلام ؛ لأنّ مثل هذا العمل لا يصدر من جاهل غبيّ فكيف يصدر من مثل هارون النبيّ! وكيف تأتي له ذلك الاعتذار