الرابع : حكاية إسماعيل الهرقلي
روى عليّ بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة قال : حدّثني جماعة من الثقات من إخواني : كان في بلد الحلّة شخص يقال له إسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل ، مات في زماني وما رأيته ، حكى لي ولده شمس الدين قال : حكى لي والدي أنّه خرج على فخذه الأيسر خراج مقدار قبضة الإنسان وهو شابّ ، وكانت في كلّ ربيع تنشقّ ويخرج منها دم وقيح ، ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله ، وكان مقيما بهرقل ، فحضر إلى الحلّة يوما ودخل إلى مجلس السعيد رضي الدين عليّ بن طاوس قدسسره وشكا إليه ما يجده وقال : أريد أن أداويها. فأحضر له أطبّاء الحلّة يوما وأراهم الموضع ، فقالوا : هذه فوق العرق الأكحل وعلاجها القطع ، ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق ، وإذا قطع العرق يموت.
فقال له السعيد رضي الدين قدّس الله روحه : أنا متوجّه إلى بغداد وربّما كان أطبّاؤها أعرف وأحذق من هؤلاء ، فأصحبني معه وأحضر الأطبّاء ، فقالوا كما قال أولئك ، فضاق صدره ، فقال له السعيد : إنّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس ولا تضرر بنفسك فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله. فقال له والدي : إذا كان الأمر هكذا وقد وصلت إلى بغداد فأتوجّه إلى زيارة المشهد الشريف بسرّ من رأى على مشرّفه السلام ، ثمّ أنحدر إلى أهلي ، فحسّن له ذلك ، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجّه.
قال : دخلت المشهد وزرت الأئمّة عليهماالسلام ونزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالإمام عليهالسلام وقضيت بعض الليالي في السرداب وبقيت في المشهد إلى الخميس ، ثمّ مضيت إلى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملأت إبريقا كان معي وصعدت أريد المشهد ، فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد