مغشيّا عليه ولم يفق إلّا في اليوم الثاني والثالث وهو في داره أتوا به أقاربه بعد أن فتحوا الباب عند المساء لمّا رأوه مغلّقا فوجدوه كذلك وهم حوله باكون ، فقصّ عليهم ما جرى بينه وبين الزائر والأشخاص ، وصاح : ادركوني بالماء فقد احترقت وهلكت.
فأخذوا يصبّون عليه الماء وهو يستغيث إلى أن كشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهم منه قد اسودّ وهو يقول : قد طعنني صاحب القطعة ، فعند ذلك أشخصوه إلى بغداد وعرضوه على الأطبّاء فعجز الأطبّاء من علاجه ، فذهبوا به إلى البصرة وعرضوه على الطبيب الإفرنجي فتحيّر في علاجه لأنّه جسّ يده فما أحسّ بما يدلّ على سوء المزاج ، وما رأى ورما ولا مادّة ، فقال مبتدئا : إنّي أظنّ أنّ هذا الشخص قد أساء الأدب على بعض الأولياء فابتلاه الله بهذا البلاء. فلمّا يئسوا من العلاج رجعوا به إلى بغداد فمات في الطريق ، والظاهر أنّ اسمه كان حسّان.
أقول : أشرنا سابقا إلى مآثر آل السلماسي أنّهم من أعيان العلماء الثقات بحيث كادت أن تكون حكاياتهم بمنزلة الروايات ، أضف إلى أنّ العالم العليم والطود الأشم البحر الخضم المولى أحمد النراقي صاحب المستند ذكرها في كتابه خزائن العلوم (١) فأحببت ذكر عبارته بألفاظها ، قال :
فائدة : شيخ جليل شيخ محمّد جعفر نجفى قدسسره الزكى كه از مشايخ اجازه اين حقير است در سفرى كه بجهت زيارت عسكريّين عليهماالسلام وسرداب مقدّس سرّ من رأى مشرّف مى شديم با جناب ايشان همسفر بوديم ، روزى حكايت كرد كه مرا در سرّ من رأى آشنائى بود از اهل آنجا كه هرگاه بزيارت آمدمى به خانه او رفتمى ، وقتى آمدم آن شخص را رنجور ونحيف وزار ومريض ديدم كه مشرف
__________________
(١) خزائن العلوم : ٣٢٥ طبع ايران.