السابعة : تشوّه الذي يختم أرجل الزائرين
جاء في الخزائن (١) ما حاصل تعريبه ، قال : وفي سنة عشر ومأتين بعد الألف تشرّفت بزيارة بيت الله الحرام ، فلمّا رجعت تشرّفت بزيارة العسكريّين عليهماالسلام في سرّ من رأى ، وكان في تلك الأيّام افتخار الحجّاج والمعتمرين الحاج جواد الثقة الأمين مشغولا بعمارة الروضة البهيّة من طرف جعفر قلي خان الخوئي الدنبلي (٢) فحدّثني هو :
إنّ رجلا يقال له السيّد علي الذي رأيته في سنة ألف وخمس ومأتين حين تشرّفي بسامرّاء وهو حاكم فيها من قبل وزير بغداد. وقال الثقة الحاج جواد المذكور المعروف بالصبّاغ أنّ السيّد علي المشار إليه كان يقف على باب الحضرة المقدّسة للعسكريّين عليهماالسلام ويختم ساق كلّ زائر يريد الدخول بخاتم ويأخذ درهما منه ، وكان الختم علامة لمن أدّى الرسم.
فجاء رجل من خيار العجم ومعه زوجته ، فختم ساقه فأعطاه درهمين : درهما لنفسه ودرهما لزوجته ، فقال السيّد علي : جئني بزوجتك لأختم ساقها ، فقال الرجل : لا حاجة إلى الختم فإنّها تعطيك درهما مهما تريد الزيارة ولو خمسين مرّة. فغضب السيّد علي واستشاط غيظا وقال : يا رافضي ، تغير على زوجتك فلا مناص لها إلّا أن نختم ساقها.
قال الزائر : لا يعاب من يغير على ناموسه بأن يحفظها من أعين النظّار. فقال السيّد علي : يا رافضي ، لا آذن لكم للدخول إلّا أن نختم ساق المرأة. فقال الرجل :
__________________
(١) الخزائن : ٣٢٦.
(٢) تقدّم في الجزء الأوّل أنّ نوّاب جعفر قلي خان بن أحمد خان الدنبلي توفّي سنة ١٢١٣ وحمل نعشه إلى سامرّاء ودفن عند أبيه في الرواق.