قال : وفي هذه الحكاية من الألطاف الخفيّة والمواعظ البليغة والأسرار الغيبيّه ما لا يخفى. وقد نظم هذه الحكاية العلّامة السماوي في وشايح السرّاء (١) بقوله : «وذكر النوريّ عمّن قرّضا» إلى آخر ما قال.
الرابعة عشرة : نجاة السيّد محمّد خزانة من حادثة القطار
رأيت بخطّ المولى الحجّة الميرزا محمّد الطهراني نزيل سامرّاء ما حاصل تعريبه ، قال : حدّثني العلّامة المحقّق الفقيه البارع الميرزا هادي الخراساني قال : حدّثني السيّد الورع الجليل السيّد محمّد خزانة قال : خرجت من بغداد يوم الأربعاء سنة ١٣٣٤ متوجّها إلى زيارة أئمّة سامرّاء عليهمالسلام فلمّا وصلت المحطّة كنت أنتظر مجيء القطار وكان لا يقف فيها إلّا دقايق ليركب الزوّار ، فعزمت على نفسي أنّه إذا طلع من بعيد أسبق الزائرين في الركوب قبل وقوف القطار ، ففعلت فإذا القطار طرحني تحته حين تعلّقت به فلم أشعر بذلك غير أنّي رأيت القطار يمرّ من فوقي وإنّي وقعت إلى يمين السكّة وخرجت من طرف يسارها والقطار يسير ويمشي على رسله ، فلمّا علم السائق وكان رجلا نصرانيّا أوقف القطار وجاء إليّ ولطمني وجاء الناس يوبّخوني ويعاتبوني على ما فعلته ، فلمّا تأمّلوا كيفيّة القضيّة وما جرى عليّ أيقنوا بأنّها معجزة باهرة لأنّهم رأوا أنّ زادي وغراضي صارت مثل الطحين تحت القطار ، وأنا خرجت سالما ما أصابني ألم أصلا ، فاعتذر الناس عنّي ، وقال لي السائق : هذه كرامة وإلّا لم يعهد منذ سنين أنا في هذا العمل أن أرى أحدا وقع تحت القطار وخرج سالما ، والحمد لله ربّ العالمين.
__________________
(١) وشايح السرّاء : ١٨.