خبرة مع المختار :
كان أصحاب المختار قالوا له : إن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوّة على عدوّنا فإنّه فتى رئيس وابن رجل شريف ، له عشيرة ذات عزّ وعدد ، فخرجوا إلى إبراهيم ومعهم الشعبي ، وسألوه مساعدتهم ، وذكروا له ما كان أبوه عليه من ولاء عليّ وأهل بيته ، فأجابهم إلى الطلب بدم الحسين عليهالسلام على أن يولّوهم الأمر ، فقالوا له : أنت أهل لذلك ولكن المختار قد جائنا من قبل محمّد بن الحنفيّة ، فسكت.
ثمّ جائه المختار في جماعة فيهم الشعبي وأبوه ، فقال له المختار : هذا كتاب من المهدي محمّد بن عليّ أمير المؤمنين وهو خير أهل الأرض اليوم وابن خير أهلها بعد الأنبياء والرسل ، وكان الكتاب مع الشعبي ، فدفعه إليه ، فإذا فيه : من محمّد المهدي إلى إبراهيم ابن مالك الأشتر : إنّي قد بعثت إليكم وزيري وأميني وأمرته بالطلب بدماء أهل بيتي فانهض معهم بنفسك وعشيرتك ولك أعنّة الخيل وكلّ مصر ومنبر ظهرت عليه فيما بين الكوفة وأقصى الشام. فقال إبراهيم : قد كتب إليّ ابن الحنفيّة قبل هذا فلم يكتب إلّا باسمه واسم أبيه؟ قال المختار : إنّ ذلك زمان وهذا زمان. قال : فمن يعلم أنّ هذا كتابه؟ فشهد جماعة إلّا الشعبي ، فتأخّر إبراهيم عن صدر الفراش وأجلس المختار عليه وبايعه ، فلمّا خرجوا قال إبراهيم للشعبي : رأيتك لم تشهد أنت ولا أبوك؟ فقال : هؤلاء سادة القرّاء ومشيخة مصر ولا يقول مثلهم إلّا حقّا.
وبلغ عبد الله بن مطيع أمير الكوفة من قبل ابن الزبير أنّ المختار يريد الخروج عليه في تينك الليلتين ، فبعث العساكر ليلا سنة ٦٦ إلى الجبّانات الكبار بالكوفة وبعث صاحب شرطته أياس بن مضارب في الشرط فأحاط بالسوق والقصر وخرج إبراهيم تلك الليلة بعد ما صلّى بأصحابه المغرب في مائة دارع قد لبسوا