شكّر الله سعيه حين وافى |
|
مستجيرا من طارق الحادثات |
وأتاه النداء أهلا فأرّخ |
|
«بمليك سعى إلى العتبات» |
وقيل عن لسانه هذه الكلمة وهي تاريخ لعام زيارته هذه «تشرّفنا بالزيارة».
وقال العلّامة الكبير السيّد محسن العاملي في أعيان الشيعة : كان السلطان ناصر الدين شاه مكرما للعلماء والأشراف والأدباء ، ويحبّ المعارف ، وربّما كانت تقع بينه وبين بعض العلماء منازعات لمداخلتهم في أمور المملكة فيخرجه إلى خارجها بصورة جميلة بأن يقول له : صار لك مدّة لم تحجّ أو لم تزر المشاهد المشرّفة بالعراق فيعطيه نفقة السفر ، فإذا خرج لا يعود إلّا بإذنه. وله مع العلماء المخالفين لما ينبغي لهم نوادر وحكايات ظريفة :
منها أنّه زار بعض العلماء فأجلسه العالم في المكتبة ودخل عليه وعلم الشاه أنّ ذلك لأجل أن لا يقوم للشاه ولينظر إلى مكتبته العظيمة ، فلمّا دخل قاله له الشاه : ما هذه الكتب؟ فجعل يعدّد له أصنافها ، فقال الشاه : أما فيها كتاب أدب؟ فخجل العالم.
وزار بعضهم مرّة فرأى الدار البرّانيّة في حالة رثّة شعار الزهد وقد علم أنّ الدار الداخلانيّة بخلاف ذلك ، فقال له : لو وافق الظاهر الباطن لكان جيّدا.
وأرسل مرّة في شهر رمضان إلى جماعة من العلماء ليرسل له كلّ واحد منهم من فطوره ليتبرّك بأكله وكلّ منهم لا يعلم أنّه أرسل إلى غيره وقد وضع جواسيس يخبرونه بطعام كلّ منهم الحقيقي ، فمنهم من أرسل له من طعامه الواقعي جيّدا أو رديئا ، ومنهم من ترك الجيّد وأرسل له طعاما رديّا إظهارا للزهد في الدنيا فعلم بذلك المخلص منهم من المرائي.
وكان هو أوّل من أسّس في إيران إدارة الضرب وإدارة البرق والبريد ، ومعمل البنادق ، ومجمع الصنائع ، ومدرسة دار الفنون ، ونظم دوائر الجند ، ورتّب الوزارة ،