وأذن بنشر الصحف لكن لم يمنحها الحرّيّة بنشريّاتها ، وأنشأ بيمارستانات أي مستشفيات لكن الجنديّة ، وإدارات الحكومة الداخليّة والخارجيّة كانت في حالة منحطّة جدّا وكانت الجنديّة اسما بلا مسمّى ، والاستبداد في الأحكام والجور ضارب أطنابه ، والصدر الأعظم هو المتصرّف في جميع أمور المملكة بلا معارض ولا مراقب ، والسلطان لم يكن متمكّنا من تنظيمها أكثر من ذلك ، وأعطى امتياز حصر التنباك إلى دولة انكلترة مقابل مبلغ من المال غير أنّه لم يتمكّن من إجراء هذه المعاملة كما سيأتي تفصيل ذلك في العمارة الرابعة عشرة.
وتقدّم أنّ من آثاره الباقية تذهيب قبّة العسكريّين عليهماالسلام كما أنّ تذهيب أيوان المشهد الرضوي وتذهيب قبّه السيّد عبد العظيم الحسني المدفون في الري منها ، وكذا له آثار في صحن النجف وكربلا والكاظميين وقم وغيرها ، وكان كثير البذل والعطاء وينفق الألوف لمجالس التعزية التي تقام لذكرى سيّد الشهداء الإمام السبط الحسين بن علي عليهالسلام في أيّام المحرّم.
أهمّ ما وقع في عصره
ذكر العلّامة السيّد محسن العاملي في أعيان الشيعة أنّه كانت عادة الملوك القاجاريّة أن يكون وليّ عهد السلطنة حاكما على تبريز مقيما بها ، فلمّا توفّي محمّد شاه كان ولده ناصر الدين في تبريز فجلس على سرير الملك في التاريخ المتقدّم ، وفي ٢٢ ذي القعدة ورد طهران وكان قد صحبه ميرزا تقي خان وزير نظام فجعله الصدر الأعظم ولقّبه ب «أتابك أعظم أمير نظام» وكان الحاج ميرزا آغاسي الصدر الأعظم لوالده محمّد شاه قد تحصّن بعد وفاة محمّد شاه بمشهد السيّد عبد العظيم قرب طهران خوفا من أعدائه وتولّت إدارة المملكة «مهد عليا» والدة ناصر الدين شاه حتّى دخل طهران.