وكان الاختلال قد ساد في داخليّة إيران ونار الفتن مستعرة في نواحيها وأعظمها فتنة «سالار بن اللهيار خان» في خراسان فإنّ اللهيار خان آصف الدولة كان الصدر الأعظم على عهد فتحعلي شاه وفي عهد محمّد شاه جعل حاكما لخراسان فجلبه ميرزا آغاسي وزير محمّد شاه إلى طهران سنة ١٢٦٣ فحشد ولده سالار بن اللهيار القبائل واستولى على خراسان فوجّه محمّد شاه البرنس حمزة ميرزا لإخماد الثورة فلم يتقدّم واضطرّ إلى التحصّن في القلاع المتاخمة للبلد ثمّ توفّي محمّد شاه ففرّ حمزة ميرزا بمساعدة يار محمّد خان الأفغاني إلى هراة وعظم خطب سالار.
فلمّا ملك ناصر الدين أنفذ إلى سالار سلطان مراد أخاه حمزة ميرزا بجيش كثيف وقاومه سالار مرارا وضجر الأهالي فاضطرّوا إلى التسليم فدخل سلطان مراد البلد وقبض على سالار وقتله وأخذ أمير نظام في توطين البلاد وتأمين السبل وبدت منه الكفاءة التامّة في تنظيم الجند وإصلاح ماليّة الدولة فزادت الواردات على الصادرات بعد أن كانت أقلّ منها أيّام آقاسي ، ونشر العلوم الجديدة وزاد في أبهّة الدولة وتقدّمت إيران في عهده خطوات إلى التمدّن الحديث ولكن الأعداء سعوا به عند الشاه بأنّه يطلب الملك لنفسه فعزله ونفاه إلى قاشان ثمّ قتله بالفصد سنة ١٢٦٨ واستوزر اعتماد الدولة ميرزا آقا خان النوري وهو من بيت رفيع ، وكان وزير الحربيّة.
وفي سنة ١٢٧٣ أرسل ناصر الدين اعتماد الدولة إلى هراة فحاصرها وفتحها فغاظ ذلك انكلتره لأنّها كانت تتظاهر بمساعدة الأفغان جريا على سياستها المعروفة فأرسلت بوارجها الحربيّة على ساحل خليج فارس وملكت جزيرة خارك وبوشهر فقاومها مهر علي خان قائد الجنود في فارس وغلب عليها في السواحل ثمّ ملكت المحمّرة وعقد الصلح مع سفيرها في باريس سفير الدولة الإيرانيّة وتخلّت إيران عن هراة وسحبت انكلترا جنودها من بوشهر وخارك والمحمّرة.