وفي سنة ١٢٧٥ عزل الشاه اعتماد الدولة عن الصدارة وارتأى أن لا يمنح أحدا رتبة الصدارة بل يوزع إدارة الشؤون الملكيّة على ستّة وزراء : الداخليّة والخارجيّة والحربيّة والماليّة والعدليّة والوظائف.
وفي سنة ١٢٧٦ استولى التركمان على مرو وعاثوا في أطراف خراسان وضربوا الضرائب على البلاد فتجهّز لتدميرهم حشمة الدولة حاكم خراسان وحمى وطيس الحرب بينهم وحدث النفاق في قوّاده فانحلّ نظام جيشه وانتصر عليه التركمان وعاد بالفشل واليأس من النصرة عليهم بعد ذلك.
وفي سنة ١٢٨١ ولي الصدارة محمّد خان القاجاري ولقّبه ب «سپه سالار أعظم» ثمّ عزله.
وفي سنة ١٢٨٧ زار مشاهد الأئمّة عليهمالسلام بالعراق فاحتلفت به الدولة العثمانيّة وعظّمته كثيرا وسمحت له بأن يستصحب معه عددا من الجنود والبنادق وبعض المدافع ، وكان الوالي على بغداد من قبلها مدحت باشا الشهير فاستقبله إلى الحدود وكان في صحبته دائما ، والتقى به ميرزا حسين خان مشير الدولة القزويني سفير الدولة الإيرانيّة في اسلامبول فكان في خدمته بالعراق فأتى به إلى طهران وفوّض إليه وزارة الوظائف والأوقاف ووزارة العدليّة ولقّبه أوّلا ب «سبه سالار» ثمّ ب «صدر أعظم» ولمّا ورد كربلا تلقّاه علماؤها وفيهم الشيخ زين العابدين المازندراني قدسسره المجتهد الشهير إلى المسيّب ووقفوا له في الطريق فسلّم عليهم وسار متوجّها إلى كربلاء ، ولمّا ورد النجف تلقّاه علماؤها بعضهم إلى خان الحمّاد منتصف الطريق ، وبعضهم إلى خان المصلّى فكان منه معهم ما كان مع علماء كربلا.
فلمّا دخل النجف الأشرف زاره العلماء كلّهم إلّا الإمام الكبير الشيرازي قدسسره فإنّه لم يخرج للقائه ولا زاره في النجف وكان في ذلك الوقت أوائل شهرته فأرسل إليه مع حسين خان مشير الدولة يسأله عن سبب تأخّره ويطلب منه تدارك ما فات ،