السادسة : شفاء امرأة من أهل سنقر
قال : أخبرني العلّامة الخبير الشيخ محمّد علي الحائري السنقري صاحب التصانيف الجيّدة ، في الثاني عشر من شهر جمادى الثانية من سنة ١٣٦١ في منزلي بسامرّاء قال : إنّي لمّا كنت في بلدة سنقر مشتغلا بالوظائف الشرعيّة رأيت في مدّة إقامتي بها أنّ ولد إمام الجمعة اشتغل بالتجارة وكان اسمه حاجي سيّد آقا ولأجل معاملته مع الأجانب والفجّار انحرف عن دين الإسلام والمجالسة مؤثّرة ، وصار لا يعتني بالشرع ولا بأهله ، وكنت منقطعا عنه لأجل هذا ، فاتفق أنّي سافرت إلى زيارة العتبات المقدّسة فرأيته في الكاظمين عليهماالسلام فقلت له : ما أنت وذاك؟ جنابك لا تعتقد الزيارة ولا تعتني بأمثال ذلك؟!
فقال لي : كان الأمر على ما وصفت وما جئت للزيارة ، إنّما جئت لأمر دهمني وهو أنّ زوجتي حدث في رحمها ما عجز الأطبّاء عن معالجتها وما تركت طبيبا لا في همدان ولا في كرمانشاهان إلّا وعالجتها عنده فعقمدت المعالجة ، واتفقت كلمتهم على مباشرتها عند أطبّاء سوريا ، وإنّي عازم إلى سوريا وما أدري ما يصير إليه مآل أمري هذا.
قال : فاختلج في صدري كأنّي ألهمت بذلك فقلت له : اسمع منّي ما أقول لك ، إنّ سفرك هذا فيه نصب وتعب شديد ، وما تدري هل تنال مقصدك أم لا ، فأرى أنّك تسافر إلى مرقد السيّد محمّد عليهالسلام وتوسّل به فأرجو أن لا ترجع إلّا مقضيّ المرام.
فقال : السيّد محمّد من هو؟ فعرّفته مقامه وفضله ، فوقع في قلبه ما قلت له ، وكنت مضطربا ممّا ذكرت له ، وقلت في نفسي : لعلّ المصلحة الإلهيّة تقتضي خلاف ما ذكرت له ، فسافر إلى مرقد السيّد محمّد وأنا رجعت إلى سنقر ، فلم تنقضي الأيّام والليالي إلّا ورجع مع عياله إلى سنقر فرحا مسرورا ، فسألته عن القصّة ، فقال :