الرضوان ولم يبلغ السبعين من العمر ، وقد هاجر من همذان إلى النجف الأشرف ، وكان من ذوي الفضل والتحصيل ، فحضر على شيخ العلماء المتأخّرين العلّامة الشيخ المرتضى الأنصاري أعلى الله مقامه وعلى غيره ممّن عاصره وحضر بعده على الأستاذ الاعظم السيّد العلّامة الحسن الشيرازي في النجف الأشرف وهاجر إليه لمّا انتقل إلى سامرّاء فحضر عنده مدّة من الزمان وكان من أفاضل تلامذته وقد استقلّ في زمانه بالتدريس والتصنيف واجتمع حوله من التلامذة المبرّزين والعلماء البارعين الكثير ، وكان جلّهم من فضلاء العرب كسيّدنا الشريف المجاهد ، شهير العراق ونابغة عصره السيّد محمّد سعيد الحبّوبي والعلّامة الشيخ مشكور الحولاوي والعلّامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء وابن عمّه العلّامة الشيخ مرتضى ، والعلّامة الزاهد التقي الحاج الشيخ علي القمّي النجفي وغيرهم من الجهابذة الأعلام ، وكان بحثه لا يشتمل إلّا على أمثالهم من أهل العلم والتحصيل الذين أصبحوا بعده وفي زمانه من أكابر الفقهاء الإماميّة ومراجعها وجملة منهم من أعاظم عصرنا دامت بركاتهم.
زهده وعلمه وأخلاقه :
هو بغير شكّ في هذه الخلال الثلاث عذيقها المرجّب وجذيلها المحكّك ، لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ، أستاذ ماهر ، وجهبذ باهر ، حسن السمت ، كثير الصمت ، مع زهد وورع وتقوى وصلاح.
حكى بعض أكابر الفقهاء الأتقياء قال : إنّي عاشرته زمنا طويلا ما رأيت منه زلّة ولا هفوة ، وما سمعته يوما يتكلّم في أمر من أمور الدنيا حتّى العاديات من القصص والحكايات والتواريخ والنوادر ، ولا يتكلّم إلّا بما يعنيه ، وكان دائم الاشتغال بالتدريس أو التصنيف ، مواظبا على التدريس والتأليف.