ثمّ إنّ الخائن البليد أراد أن يرضي العامّة بواهي برهانه فحبق قائلا أنّ هذه معاهدات زمانيّة ومقاولات وقتيّة لا تطول مدّتها أزيد من مائة سنة! يا لله من هذا البرهان الذي سوّله خرق الخائنين ، وعرض الجزء الباقي على الدولة الروسيّة حقّا لسكوتها لو سكتت مرداب رشت وأنهر طبرستان والجادة من أنزلي إلى خراسان وما يتعلّق بها من الحدود والفنادق والحقول ولكن الدولة الروسيّة شمخت بأنفها وأعرضت عن قبول تلك الهديّة وهي عازمة على استملاك خراسان والاستيلاء على آذربيجان ومازندران إن لم تنحلّ هذه المعاهدات ولم تنفسخ هذه المقاولات القاضية بتسليم المملكة تماما بيد ذلك العدو ، هذه هي النتيجة الأولى لخيانة هذا الأخرق.
وبالجملة إنّ هذا المجرم قد عرض أقطاع البلاد الإيرانيّة على الدول ببيع المزاد وإنّه يبيع ممالك الإسلام ودور محمّد وآله عليهمالسلام للأجانب ولكنّه لخسّة طبعه ودناءة فطرته لا يبيعها إلّا بقيمة زهيدة ودراهم بخسة معدودة. نعم هكذا يكون إذا امتزجت اللئامة والشره بالخيانة والسفه ، وإنّك ـ أيّها الحجّة ـ إن لم تقم بناصر هذه الأمّة ولم تجمع كلمتهم ولم تنزع السلطة بقوّة الشرع من يد هذا الأثيم لأصبحت حوزة الإسلام تحت سلطة الأجانب يحكمون يها ما يشاؤون ويفعلون فيها ما يريدون ، وإذا فاتتك هذه الفرصة ـ أيّها الحبر ـ ووقع الأمر وأنت حيّ لما أبقيت ذكرا جميلا بعدك في صحيفة العالم وأوراق التواريخ ، وأنت تعلم أنّ علماء إيران كافّة والعامّة بأجمعهم ينتظرون منك وقد حرجت صدورهم وضاقت قلوبهم كلمة واحدة ويرون سعادتهم بها ونجاتهم فيها ، ومن خصّه الله بقوّة كيف يسوغ له أن يفرط فيها ويتركها سدى.
ثمّ أقول للحجّة قول خبير بصير أنّ الدولة العثمانيّة تتبجّح بنهضتك على هذا الأمر وتساعدك عليه لأنّها تعلم مداخلة الأفرنج في الأقطار الإيرانيّة واستيلاءها