الإسلام قد ألفى فيما أطبقت الأمّة خاصّتها وعامّتها على وجوبه ، وأجمعت على خطر الاتقاء فيه خشية لغوبه ألا وهو حفظ حوزة الإسلام الذي به بعد الصيت وحسن الذكر والشرف الدائم والسعادة التامّة ، ومن يكون أليق بهذه المزايا وأحرى بها ممّن اصطفاه الله في القرن الرابع عشر وجعله برهانا لدينه وحجّة على البشر؟
أيّها الحبر الأعظم ، إنّ الملك قد وهنت مريرته فساءت سريرته وضعفت مشاعره فقبحت سيرته فعجز عن سياسة البلاد وإدارة مصالح العباد فجعل زمام الأمور كلّيّها وجزئيّها بيد أثيم غشوم ثمّ بعد ذلك يسبّ الأنبياء في المحافل جهرا ولا يقيم لشريعة الله أمرا ، ولا يرى لرؤساء الدين وقرا ، يشتم العلماء ويقذف الأتقياء ويهين السادة الكرام ويعامل الوعّاظ معاملة اللئام ، وإنّه بعد رجوعه من البلاد الأفرنجيّة قد خلع العذار وتجاهر ... وموالاة الكفّار ومعاداة الأبرار ، هذه هي أفعاله الخاصّة في نفسه.
ثمّ إنّه باع الجزء الأعظم من البلاد الإيرانيّة ومنافعها لأعداء الدين المعادن والسبل الموصلة إليها والطرق الجامعة بينها وبين تخوم البلاد والخانات التي تبنى على جوانب تلك المسالك الشاسعة التي تنشعب فروعها إلى جميع أرجاء المملكة وما يحيط بها من البساتين والحقول نهر كارون والفنادق التي تنشأ على ضفتيه إلى المنبع وما يستتبعها من الجنائن والمروج والجادة من الأهواز إلى طهران وما على أطرافها من العمران والفنادق والبساتين والحقول والتنباك وما يتبعه من المراكز ومحلّات الحرث وبيوت المستحفظين والحاملين والبائعين أنّى وجد وحيث نبت ، وحكر العنب للخمور وما يستلزمه من الحوانيت والمعامل والمصانع في جميع أقطار البلاد والصابون والشمع والسكّر ولوازمها من المعامل والبنك وما أدراك ما البنك؟ وهو إعطاء الأهالي كليّة بيد عدوّ الإسلام واسترقاقه لهم واستملاكه إيّاهم وتسليمهم له بالرياسة والسلطان.