مسيئا إلّا بالإحسان ، ولا خاطب إلّا بأحسن لسان مع تبسّم في وجهه واعتذار منه ، وهذا والله هو الخلق العظيم الذي ورثه من جدّه سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله وقد أحسن وأجاد الشاعر المفلق السيّد حيدر الحلّي رحمهالله حيث يقول في مدحه رحمهالله :
كذا فلتكن عزّة المرسلين |
|
وإلّا فما الفخر يا فاخر |
وكان إذا نظر في وجه رجل عرف ما في نفسه وله في تفرّسه حكايات تجري مجرى الكرامات ، كأنّ الله سبحانه قد أعطاه فهما وفراسة لم يعطهما أحدا من أهل عصره ، ولو أردنا سرد كلّ ذلك لاحتجنا إلى مجلّد ضخم.
وقال المحدّث القمّي في الكنى والألقاب : كان قدسسره في سعة الأخلاق وإصالة الرأي وقوّة الحافظة وسداد الذاكرة وإصابة الهدف وحدّة التفرّس وحذاقة في القول ووفور العطاء وقضاء الحوائج وتواصل العبادة والزهد البالغ مع إقبال الدنيا عليه مقامات وكرامات لم يدلّنا التاريخ على اجتماعها في رجل واحد غيره. نعم :
ليس على الله بمستنكر |
|
أن يجمع العالم في واحد |
عقله السياسي وتدابيره الحسنة
قال سيّدنا العلّامة الحجّة السيّد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل : وأمّا عقله السياسي فقد حيّر السياسيّين من الملوك والسلاطين والوزراء الكاملين ، وأذعن لعقله وتدبيره أهل العلم بالتدبير ولم يبق لأحد من عقلاء الدنيا إلّا وصدّق أنّه أعقل منه ، ولا يجتمع معه أحد إلّا ويجد من نفسه أنّه صغير لديه ، وهذا لا يتفق لأحد من العلماء قبله بحيث يذعن لعقله السلاطين وأهل العلم بالأمور السياسيّة وناهيك بذلك المسألة الدخانيّة الآتي ذكرها.