وربّما رأيته ينضمّ إلى الشخص وهو يمشي فيأخذ في التكلّم معه ويلقى في جيبه الدراهم المصرورة وهو لا يدري ولا يلتفت إلّا بعد مفارقته ، وإذا أرسل الحقّ مع خدّامه يقول له : عندي أمانة مرسلة إلى فلان تدفعها إلى من حيث يخفى على الناس ، وكان له في كلّ بلدة من البلاد وكيل من التجّار يكتب إليه فهرس أسماء فقراء تلك البلدة ويعيّن ما يعطونه ، هذا غير الذين عيّن لهم رواتب شهريّة أو سنويّة ، ولا يترك بلدا فيه مستحقّون إلّا ويوصلهم حسبما يرى حتّى بلاد إيران.
وإذا كان في بلد رجل من أهل العلم رئيس يثق به يرسل إليه مقدارا ليقسمه على معاريفه في كلّ سنة ويخصّه بمقدار لنفسه ، وكان يقول : ليس من الانصاف أن نقبض حقوق أهل بلد ونترك فقراءها لا شيء لهم فإنّ أهل الثروة لا يسلمون الحقوق لفقراء بلدتهم بل كلّما عندهم منها يرسلونه إلينا. وأمّا أهل العلم والفقراء من سكّان المشاهد المشرّفة فكان له فيهم عناية خاصّة ، وكان لكلّ منهم راتب شهري كلّ على حسبه من غير استثناء حتّى المتعبّدين بالاستيجار فإنّه يرسل إليهم مقدارا من الوجوه ومقدارا من وجه العبادة بما ينتظم به أمر معاشهم.
من أخذ منه من فحول العلماء
أمّا من أخذ منه وتخرّج عليه من الأعلام فهم كثيرون ، ولقد استوفى أسماءهم شيخنا العلّامة في هدية الرازي مرتبة على الحروف منهم : العلّامة الميرزا إسماعيل ابن عمّه ، والعلّامة المحقّق السيّد محمّد الأصبهاني ، والميرزا محمّد تقي الشيرازي ، والآقا رضا الهمداني ، والشيخ فضل الله النوري ، والسيّد محمّد كاظم اليزدي ، وصاحب الكفاية المرحوم الآخوند المولى محمّد كاظم الخراساني ، والسيّد عبد المجيد الكروسي ، والشيخ حسن علي الطهراني ، والميرزا إبراهيم الشيرازي