ونجله الثاني العلّامة الورع السيّد ميرزا علي آقا ولد سنة ١٢٨٧ وأخذه والده إلى سامرّاء سنة ١٢٩١ وفيها شبّ ونما واحتضنته حجور علميّة من تلمذة أبيه حتّى استأهله والده للحضور لديه والتلمذة عليه في درس خاصّ به لم تزل الحقائق تفاض عليه حتّى نصّ قدسسره باجتهاده وهو حديث عهد بتمام العقد الثاني من عشراته فلم يزل متربّعا على منصّة العلم والفضيلة بسامرّاء بعد وفاة والده سنة ١٣١٢ مفيدا ومدرّسا ومع ذلك لم يترك الحضور عند المحقّق الميرزا محمّد تقي الشيرازي في بحث خاصّ به لا يحضره غيره ، وبعد وفاة أستاذه المحقّق الشيرازي انتشر صيته فصار في الطراز الأوّل من الذين تدور عليهم الفتيا والتقليد ، توفّي في النجف الأشرف ليلة الأربعاء ثامن عشر ربيع الثاني سنة ١٣٥٥ وخلّف نجلين فاضلين : الميرزا محمّد حسن والميرزا محمّد حسين وهما على وتيرة سلفهما الطاهر في سلوك سنن العلم والتقى حفظهما الله وبارك فيهما وجعلهما خير خلف لنعم السلف.
ولآية الله المجدّد أخ ثالث هو الميرزا أسد الله ، كان وحيدا في فنّه ، مسلّم الفضيلة في الطبّ في عصره ، توفّي سنة ١٣١٠ وخلّف ولده البارع الحاج ميرزا علي المعاصر الذي له قسط وافر من فضيلة العلم والطبّ والتقى.
وممّن نبغ من هذه الأسرة الميمونة العلّامة الحجّة والفقيه المحقّق السيّد عبد الهادي ، ولد دام ظلّه عام وفاة أبيه الميرزا إسماعيل سنة ١٣٠٥ وأخذ عن العلّامة علي آقا ابن عمّته ، والميرزا محمّد تقي الشيرازي ، والمحقّق صاحب الكفاية الخراساني ، وهو اليوم أحد المراجع وأصحاب الفتيا المبرّزين في النجف الأشرف ، له تحقيقات علميّة وأنظار دقيقة وأخلاق كريمة مرضيّة عرقها فيه سلفه الطاهر ، ولا بدع فنفس أبيه بين جنبيه ، وخلائق أسلافه موروثة له ، أبقاه الله تعالى علما للدين وغوثا للمسلمين ، وله شعر رائق باللغتين العربيّة والفارسيّة الكثير منه في أهل البيت العلوي عليهمالسلام.