وفاته قدسسره وصفة حمل نعشه من سامرّاء إلى النجف
قال شيخنا العلّامة في هدية الرازي : توفّي قدسسره بمرض السل بعد صلاة العشاء من ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شهر شعبان سنة ١٣١٢ وعمره اثنتان وثمانون سنة ، وكان قد أوصى بدفنه في النجف في المكان الذي قد أعدّ له ، فغسل في شطّ سامرّاء وحمل نعشه آخر النهار من يوم الأربعاء.
قال العلّامة السيّد حسن الصدر رحمهالله تلميذه : وكنت أنا الحامل له وجماعة من أهل العلم فوضعناه في صندوق مزّفت ووضعنا الصندوق في التخت وحمل على الرؤوس حتّى عبروا به الجسر ووضع على البغال ، فلمّا قاربنا قرية بلد خرج أهلها بالأعلام السود واللطم والعزاء والبكاء ، وحملوا التخت على الرؤوس حتّى نزلنا بلد فبتنا فيها وعند الصباح حملوا التخت حتّى إذا قاربنا الدجيل استقبلنا أهلها بالأعلام السود واللطم وأخذوا التخت من أهل بلد وحملوه ، ورجع أهل بلد إلّا جماعة منهم سافروا معنا إلى النجف. وكذلك لمّا قاربنا بلد الكاظمين عليهماالسلام استقبلنا أهلها على بعد فرسخين وثلاثة وحملوا التخت على الرؤوس واجتمع خلق عظيم وكان يوما مشهودا بحيث خشينا على الصندوق من الكسر لما وضع في الحرم الشريف من كثرة ازدحام الخلق عليه ، وبتنا تلك الليلة وعند الصبح اجتمع الخلق وحملوا النعش الشريف وهم ألوف.
فلمّا قربنا من بغداد خرج أهلها حتّى أهل الذمّة وأرسل المشير رجب باشا رحمهالله العسكر السلطاني للاستقبال على هيئة الحزن ، منكّسي البنادق ، واتصل الناس بعضهم ببعض حتّى إذا وصلنا جسر الخرّ وضعوا النعش الشريف وأحاطوا به باللطم ولمّا رفعوه أخذوا التراب الذي تحته للتربك ، وسافر معنا بعض أهالي بلد الكاظمين وبغداد إلى المحموديّة ، فلمّا وصلنا أوّل الليل المحموديّة رأينا السيّد