الشريف السيّد جعفر عطيفة رحمهالله قد أخرج إليها المطابخ واستعدّ للطبخ وضيافة جميع الجمعيّه بأحسن المطابخ وكانت الليلة مشهودة للسيّد المذكور.
وفي نصف الليل خرجنا متوجّهين إلى المسيّب ولمّا صرنا على فرسخين منه استقبلنا أهلها والعشائر التي حولها وحملوا التخت الشريف إلى كربلاء وكلّما مشينا فرسخا أو فرسخين أو أقلّ من فرسخ رأينا العشائر مقبلة بالأعلام والبنادق حتّى اتصلت العشائر بالعشائر وخرج أهل كربلاء وعشائرها واسودّ الفضاء من الخلق ما بين المسيّب وكربلاء.
ولمّا وصلنا كربلاء أرسل إليّ السيّد علي والسيّد مرتضى خازني حرم الإمام الحسين والعبّاس عليهماالسلام وكانا في الجمعيّة أن يتقدّما ويتهيّئا لدخول الحرم وقت إخراج النعش الشريف من التخت خوف ازدحام الناس عليه وأن يصنع به ما صنع في حرم الكاظمين عليهماالسلام ، فلمّا وصلنا إلى حرم العبّاس عليهالسلام وجدناه مغلقا كما نريد ، فتقدّم العلماء الكبار وأخرجوا النعش الشريف وطافوا به حول الضريح وأعادوه في التخت وحمل إلى حرم الحسين عليهالسلام فأخرجوا العلماء النعش وطافوا به حول الضريح ولمّا فرغوا من الطواف والزيارة وضع في (الكشيك خانه) ثمّ فتح الحرم وبتنا في كربلاء تلك الليلة.
ولمّا كان الصبح أخرجنا التخت وحمل على الرؤوس إلى النجف وجاء معنا من أهل كربلاء وغيرهم ألوف من الناس مشاة على أقدامهم خلف التخت الشريف واتصلت العشائر بعضها تلو بعض من أوّل ما خرجنا من كربلاء إلى أن دخلنا النجف فقبل العشيرة حاملة بنادقها ، فإذا وصلت إلى التخت رمت البنادق من أيديها ولطمت على رؤوسها وتقدّمت وأخذت التخت من العشيرة المتقدّمة عليها وهكذا حتّى أخذه أهل النجف. وكان يوما مشهودا عجيبا غريبا لم ير في الدنيا نظيره ، وكلّ هذه الألوف بين نوح وبكاء ولطم وعزاء حتّى فتح الحرم الشريف