العلّامة المهذّب البارع الميرزا محمّد السلماسي كما جاء في كتاب دار السلام للعالم العليم البحر الخضم الميرزا حسين النوري (١) قال :
وكان المولى الحاج ميرزا محمّد السلماسيّ رحمهالله عالما كاملا من تلامذة الوحيد البهبهاني وله نوادر وكرامات وقد وفّقه الله تعالى لأصل تأسيس بناء قبّة العسكريّين عليهماالسلام ورواقها وقبّه السرداب وجعل صحنا مستقلّا له وسدّ باب السرداب ودرجه من داخل حرم العسكريّين عليهماالسلام وفتح الباب الموجود له في المسجد من قبل الخوانين العظام أحمد خان الدنبلي وطائفته وأنفقوا على ذلك أموالا كثيرة ، وقد كان قبل ذلك صومعة في برية.
ومن فضائل المولى المذكور وقوّة قلبه أنّه أحرق جميع قبور خلفاء العبّاسيّين في سامرّاء ليلا ، وكانت في الدار التي هي في قبلة السرداب الشريف وفيها شبّاك يدخل منه الضوء إليه ، ولكلّ صندوق وزينته. فماج الناس في بغداد وكتبوا مجلّة حكموا فيها بكفره ووجوب قتله ، فطلبه والي بغداد وخلّصه الله تعالى عن شرّهم بتوسّط بعض الولاة المؤمنين الذين كانوا يخفون إيمانهم ، ورشا كثيرة في الباطن من الخان المذكور ولم يبق والحمد لله من تلك القبور أثر.
قال السيّد المحدّث الجزائري في رياض الأبرار : ومن معجزاته ـ أي الإمام أبي محمّد العسكري عليهالسلام ـ أنّ على قبور الخلفاء من بني العبّاس بسرّ من رأى من ذرق الخفافيش والطيور ما لا يحصى وتنقى منها كلّ يوم ومن الغد تكون القبور مملوّة ذرقا ، ولا يرى على رأس قبّه العسكريّين عليهماالسلام ولا على قباب مشاهد آبائهما ذرق طير فضلا عن قبورهم ؛ إلهاما للحيوانات إجلالا لهم ، انتهى ، ومثله الراوندي في الخرايج.
__________________
(١) دار السلام : ٢٦٦ طبع ايران.