بالسلطان ناصر الدين شاه فأرسل السلطان إلى الآشتياني واستخبر منه ، فحلفه أنّه لا علم له بذلك ، ووعد السلطان بتسكين الناس.
وكان كثير من الناس يبتاعون الأسلحة ويجدّدون العهد والوصيّة وعلت أصوات البكاء من دورهم وكانوا يودّعون نساءهم وصبيانهم ، فلم تزل هذه الأمور تتضاعف ويشتدّ خوف الأجانب وأصحاب الامتياز ، فدعا الآشتياني أصحاب المنابر والمحاريب وأمرهم بتسكيت الناس وأنّ هذا الإعلان لا أصل له ، فهدأت فورة الناس غير أنّ سفراء أوربا خافوا عاقبة الأمر وزعموا أنّ هذه الهدنة من المسلمين سياسة وإغفال للخصم فاحتفلوا قبل مضي أسبوع وأحضروا أصحاب الامتياز والسلطان ناصر الدين شاه وكثيرا من الأكابر والأشراف وكان المتكلّم السفير الروسي وخاطب الحضّار وقال : «زنده باد اتفاق مسلمان ها» أي اتفاق كلمة الإسلام على السلامة. فتعجّب السفراء من هذه الكلمة ، فلمّا رأس السفير الروسي تعجّبهم قال : أحضرت هذه الحفلة حتّى أقول لكم الكلمة وإن شئتم أشرح لكم؟ قيل له : قل.
قال : اليوم مقدار مائتي ألف من رؤوس الغليان وكيزان البلور للغليان وغيرهما ممّا يتعلّق بالدخان وقفت تجارتها عن روسيا ولا يدرى إلى ما يصير مآلها وكان السبب في ذلك أنّ «آرسن» رئيس أصحاب الامتياز وضع حكما في إيران يخالف قوانينهم الإسلاميّة فأفتى رئيسهم المطاع بحرمة استعمال الدخان فأطاعوه وتركوا عادة كانوا متعوّدين عليها منذ خمسمائة سنة ومنشأ هذه الخسائر ليس إلّا آرسن رئيس الامتياز ، أليس من الواجب عليه رفع يده عن هذه المعاملة قبل حدوث حادثة أكبر من هذه؟ قالوا بأجمعهم : نعم.
ثمّ قال : هذا سهل يمكن تحمّله ، ولو فرضنا أنّ رئيس الامتياز لم يرفع يده عن هذه المعاملة ورئيس الإسلام يشدّد في الحكم لقطع يد الأجنبي ويفتي بحرمة شرب