الخطوط وسألني أن أبيّن حاله عند السيّد الأستاذ ليوجره للصوم والصلاة ، فلقيت السيّد الأستاذ في الطريق ذاهبا إلى الصحن الشريف فذكرت له حالة الرجل وحاجته ، فقال : نعم أرني شخصه ، فاتفق أنّه لمّا وردنا الصحن الشريف كان الرجل جالسا في الصحن ، فلمّا رأى السيّد استقبله وقبّل يده ومضى ، فقلت له : هذا هو الرجل المعهود ، ثمّ طالبت الجواب فامتنع من استيجاره للعبادة ، فظننت أنّ له معرفة سابقة بحال الرجل ولذا يمتنع من قضاء حاجته ، فقلت له : فهل عرفته؟ قال : لا. فذكرت له توثيقات العلماء في حقّه ، فقال بعد الإصرار : لا أعطيه شيئا ، فيئس الرجل فرجع إلى أصفهان ، وكنت متحيّرا في أمره حتّى لقيت بعد مدّة جملة من الثقات العارفين بحاله فذكروا لي أنّ الرجل كان من البابيّة وكانوا يعرفونه بذلك فعلمت أنّ السيّد الأستاذ كان ينظر بنور الله.
ومنها ما حدّثني به تلميذه العلّامة الخبير السيّد حسن الصدر الكاظمي ، قال : كان الشيخ ثامر النجفي من الثقات الأبرار وكان وكيل السيّد الأستاذ في النجف سنين ، فلمّا توفّي زار ولد الشيخ ثامر النجفي سامرّاء وكان معه رجل آخر في ضيافته واتفق أنّه نزل مع جمع من الزوّار من أهل جبل عامل في خان واحد وذكر لي أنّ مالية ابن الشيخ ثامر قد نفدت في السفر ويخاف أن يخجل عند ضيفه ، فذكرت حاله عند السيّد الأستاذ فلمّا كانت الليلة الأخيرة التي يريدون الرجوع في صبيحتها أعطاني السيّد الأستاذ مالا كثيرا لأفرّقه على الزوّار العامليين ثمّ أعطاني ثلاثة أنصاف (القران) وقال : إنّها لابن الشيخ ثامر. فقلت : سيّدنا هو وضيفه؟! فقال بالفارسيّة (همين بس است) يعنى يكفيه هذا ، فتحيّرت في جوابه وكنت أخجل من دفع المقدار إلى ابن الشيخ ثامر لما أعرف من حاله ولا أتمكّن من مخالفة أمر السيّد ، فرأيت أن أعطيه المبلغ وأذكر له كثرة إلحاحي بالزيادة وجواب السيّد لي ، فلمّا ذكرت القصّة له حلّفني على جواب السيّد ، فحلفت له ثانية وثالثة ، فقال :