عجلته فقل له أن يعجل في الرواح إلى بندر كنجة ، فذكرت للسيّد حبيب فذهب إلى الكاظميّة وتوقّف هناك مدّة إلى أن سألني السيّد رحمهالله عن حاله ، فقلت : هو بعد بالكاظميّة ، فقال السيّد : أكتب له في التعجيل ، فكتبت إليه ، فذهب السيّد حبيب إلى النجف وأتاني خبره بعد مدّة فسألني السيّد أيضا عن حاله فقلت : بعد بالنجف ، فقال السيّد : لا أظنّ أنّه ينال بعد هذا التأنّي من أمره شيئا ، وكان الأمر كما ظنّه لأنّه أخبر بذلك أواخر أيّامه فتوفّي السيّد طاب ثراه والسيّد حبيب بعد بالنجف فباع دكّانه وأدّى دينه.
ومنها ما حدّثني به تلميذه العلّامة الحبر الخبير السيّد الأجل السيّد حسن الصدر الكاظمي قال : حدّثني الشيخ عبد الكريم آل محي الدين قال : قالت لي والدتي يوما من الأيّام : إنّي رأيت في المنام أنّ الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه أرسل إليك وأخذك معه إلى حجّ بيت الله الحرام.
قال الشيخ عبد الكريم : فمضت مدّة وأنا نسيت المنام حتّى بعث إليّ السيّد طاب ثراه يوما فأتيته وهو واقف بباب داره وبعد السلام والتحيّة قال لي : يا شيخ ، إذا أنا تشرّفت للحجّ تصاحبني في السفر؟ قلت : نعم لا مانع لي ، فدفع إليّ قائمة كتب فيها حوائج المسافرة وأعطاني دراهم لشراء الحوائج فحججت معه فلمّا رجعت عن الحجّ ذكرت منام والدتي فعظم عندي مقام السيّد.
ومنها ما حدّثني به أيضا العلّامة الحجّة السيّد حسن الصدر قال : حدّثني الشيخ عبد الكريم المذكور قال : قالت لي والدتي أنّي رأيت لك مناما حسنا. قلت : خيرا إن شاء الله. قالت : رأيت أنّ الإمام صاحب الزمان عجّل الله فرجه أرسل إليك يطلب منك أن تعمر له دارا في الغري ، فذهبت واشتغلت بعمارتها حتّى فرغت منها.
قال الشيخ عبد الكريم : فما مضت أيّام إلّا وقد أرسل إليّ السيّد طاب ثراه وقال