النجفي قال : مكثت في سامرّاء زهاء خمس سنين آخذ العلم من أستاذي العلّامة الشيخ باقر بن الشيخ حيدر الذي هو من تلامذة الإمام الشيرازي الذي كان يلاطفني كثيرا وفي السنة الأخيرة طلبت الرخصة من الإمام الشيرازي للتزويج فأعطاني مقدارا وافيا للزواج وقال : إذهب إلى النجف وتزوّج ثمّ ارجع إلى سامرّاء ، فأخذت المقدار وذهبت إلى النجف الأشرف وتزوّجت فبقيت فيها أشهرا ثمّ رجعت إلى سامرّاء منفردا للزيارة وطالبا للإذن منه لجلب العيال إلى سامرّاء ، فلمّا تشرّفت عنده استبشر في أمر الزواج كثيرا ولكنّه منعني عن حمل العيال إلى سامرّاء ، فرجعت إلى النجف متحيّرا في سبب تغيير حاله بالنسبة إليّ حيث أنّه كان مصرّا قبل ذلك ببقائي بسامرّاء حتّى أنّه هيّأ لي أسباب الزواج مقدّمة للبقاء واليوم يمنعني عنه ، فلم تمض إلّا أشهر قليلة حتّى جاءنا نعيه طاب ثراه ، فزال تحيّري علمت أنّه يمنعه عن بقائي أخبار عن عاقبة أمره وأنا ما فهمت مرامه.
ومنها ما حدّثني الشيخ المذكور عن شيخ الشيخ باقر بن الشيخ علي بن حيدر الشروقي المجاهد المتوفّي سنة ١٣٣٣ قال : إنّ في آخر سنة توقّفي بسامرّاء تشرّف السيّد حبيب جيثوم النجفي التاجر المعتبر المعروف لزيارة العسكريّين عليهماالسلام ومكث في سامرّاء مدّة. قال الشيخ باقر : فاستربنا من طول بقائه فاستعلمنا منه السبب فأبى أن يذكره لنا ، فأصرّ عليه كلّ واحد من أصدقائه حتّى اضطرّ فقال لنا : إنّ عليه ستمائة ليرة دينا لا يقدر على أدائها. فأخبرنا الإمام الشيرازي بذلك وكان يعرفه حقّ المعرفة وفي غاية العفّة والتستّر عن كلّ أحد حتّى عن خاصّته فكتب له الحوالة ستّمائة ليرة إلى بندر كنجه إلى السيّد محمّد شرف الدين وقال : قل للسيّد حبيب أن يعجّل في الرواح فإنّ الأمر لا يجوز تأخيره ، فأعطيناه الحوالة وقلنا له أنّ السيّد أمر بالتعجيل لكن السيّد حبيب كان يبطئ في الحركة وبعد أيّام سألنا السيّد عن حال السيّد حبيب ، فقلنا له : بعد ما رجع وهو بطيء الحركة ، فقال : الخير في