أحمد ، حدّثني محمّد بن عيسى اليقطيني قال : كتب أبو الحسن الهادي عليهالسلام إلى علي ابن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أحمد الله إليك وأشكر طوله وعوده ، وأصلّي على محمّد النبيّ وآله صلوات الله ورحمته عليهم ، ثمّ إنّي قمت أبا عليّ مقام حسين بن عبد ربّه فائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده والذي لا يقدمه أحد ، وقد أعلم أنّك شيخ فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الخلق قبلك وأن تحضّ مواليّ على ذلك وتعرّفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته فذلك توقير علينا ومحبوب لدينا ولك بجزاء من الله وأجر فإنّ الله يعطي من يشاء أفضل العطاء والجزاء برحمته ، أنت في وديعة الله ، وكتبت بخطّي وأحمد الله كثيرا».
٢٣ ـ كتابه إلى مواليه ببغداد ونواحيها : قال الكشّي أيضا في رجاله : نسخة الكتاب مع ابن الراشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد والمقيمين بها والمداين والسواد وما يليها : «أحمد الله عليكم بما أنا عليه من عاقبة وحسن عائدته وأصلّي على نبيّه وآله أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته ، وأنّي أقمت أبا عليّ بن راشد مقام الحسين بن عبد ربّه ومن كان قبله من وكلائي وصار في منزلة عندي ووليّه ما كان ينزلاه غيره من وكلاء قبلكم ليقبض حقّي وارتضيته لكم وقدّمته في ذلك وهو أهله وموضعه فصيروا ـ رحمكم الله ـ إلى الدفع إليه ذلك وإليّ وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علّة فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرّع إلى طاعة الله وتحليل أموالكم وحقن لدمائكم وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتّقوا الله لعلّكم ترحمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون ، فقد أوجبت طاعتي في طاعته والخروج إلى عصيانه الخروج إلى عصاني فالزموا الطريق يأجركم الله ويزدكم من فضله فإنّ الله بما عنده واسع كريم متطوّل ، وعلى عباده رحيم ، نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه ، وكتبته بخطّي ، والحمد لله كثيرا».