الضدّين وهو سفه وظلم وقال تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(١) ، وقال : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)(٢) ، وقال : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٣)
(٢) لو كان تعالى خالقا للجهل وملبّسا على المكلّفين لما كان مبيّنا لما كلّف العبد به وقد أجمعت الأمّة على كونه تعالى مبيّنا.
(٣) إنّه تعالى لو خلق فيهم الضلال وصدّهم عن الإيمان لم يكن لإنزال الكتب وبعثه الرسل إليهم فائدة لأنّ الشيء الذي لا يكون ممكن الحصول كان السعي في تحصيله عبثا وسفها.
(٤) إنّه على مضادّه كبيرة من الآيات نحو قولهم : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(٤) ، (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)(٥) ، (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً)(٦) فبيّن أنّه لا مانع لهم من الإيمان وإنّما امتنعوا لأجل إنكارهم بعثة الرسل من البشر ، وقال : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ)(٧) ، وقال : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ)(٨) ، وقال : (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)(٩) وقال : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(١٠) ، فلو كان الله تعالى قد أضلّهم عن الدين وصرفهم عن الإيمان لكانت باطلة.
__________________
(١) فصّلت : ٤٦.
(٢) البقرة : ٢٨٦.
(٣) الحجّ : ٧٨.
(٤) الانشقاق : ٢٠.
(٥) المدّثّر : ٤٩.
(٦) الإسراء : ٩٤.
(٧) الكهف : ٥٥.
(٨) البقرة : ٢٨.
(٩) يونس : ٣٢ ، الزمر : ٦.
(١٠) الأنعام : ٩٥ و...