فقال الصادق عليهالسلام : ويل له ، أما علم بأنّ الله لا يستجاب له دعوة ، وكان في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله جماعة تركوا العمل والتجارة حين نزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(١) فلمّا علم بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسل إليهم من قال لهم : من أمركم بهذا؟ قالوا : إنّ الله كفيل لأرزاقنا فلذلك أعرضنا عن العمل وأقبلنا إلى العبادة ، فقال صلىاللهعليهوآله : من فعل ذلك لا يستجاب له دعوة فعليكم بالاكتساب والتجارة.
وقال الصادق عليهالسلام لرجل : لأقعدنّ في بيتي ولأصلّينّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربّي ، وأمّا رزقي فسيأتيني ، إنّ هذا أحد الثلاثة الذين لا تستجاب لهم دعوة.
وقال عليهالسلام أيضا : إنّ تارك الطلب لا تستجاب له دعوة.
وفي البحار أيضا : ذكر رجل عند النبيّ صلىاللهعليهوآله بالاجتهاد في العبادة والقوّة على العمل ، وقالوا : أصحبناه في السفر فما رأينا بعدك يا رسول الله أعبد منه ، لا ينفتل من صلاة ولا يفطر من صيام.
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : فمن كان يمونه ويقوم بكفايته؟
قالوا : كلّنا.
قال : كلّكم أعبد منه وقد جعل الله طلب الرزق على الخلق كلّه من الإنس والطير والهوامّ منهم بتعليم ومنهم بإلهام وأهل التحصيل والنظر يطلبونه بأحسن وجه من السؤال والاتكال والخلابة والخداع والاحتيال.
وفيه : خيركم من لم يكن كلّا على الناس.
وفي خبر آخر : ملعون من ألقى كلّه على الناس.
وفي خبر آخر : ملعون ملعون من ألقى كلّه على الناس.
__________________
(١) الطلاق : ٢ ـ ٣.