القضاء ، يا من لا يحيط به موضع ومكان ، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء ، يا من يمسك الرمق من الدنف العميد (١) بما قلّ من الغذاء ، يا من لا يزيل بأدنى الدواء ما غلظ من الداء ، يا من إذا وعد وفى وإذا توعّد عفا ، يا من يملك حوائج السائلين ، يا من يعلم ما في ضمير الصامتين ، يا عظيم الخطر ، يا كريم الظفر (٢) ، يا من له وجه لا يبلى ، يا من له ملك لا يفنى ، يا من له نور لا يطفى ، يا من فوق كلّ شيء عرشه ، يا من في البرّ والبحر سلطانه ، يا من في جهنّم سخطه ، يا من في الجنّة رحمته ، يا من مواعيده صادقة ، يا من أياديه فاضلة ، يا من رحمته واسعة ، يا غياث المستغيثين ، يا مجيب دعوة المضطرّين ، يا من هو بالمنظر الأعلى وخلقه بالمنظر الأدنى ، يا ربّ الأرواح الفانية ، يا ربّ الأجساد البالية ، يا أبصر الناظرين ، يا أسمع السامعين ، يا أسرع الحاسبين ، يا أحكم الحاكمين ، يا أرحم الراحمين ، يا وهّاب العطايا ، يا مطلق الأسارى ، يا ربّ العزّة ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا من لا يدرك أمده ، يا من لا يحصى عدده ، يا من لا ينقطع مدده ، أشهد والشهادة لي رفعة وعدّة وهي منّي سمع وطاعة وبها أرجو النجاة يوم الحسرة والندامة أنّك أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك ، وأنّ محمّدا عبدك ورسولك ، صلواتك عليه وآله ، وأنّه قد بلّغ عنك وأدّى ما كان واجبا عليه لك ، وأنّك تخلق دائما وترزق ، وتعطي وتمنع ، وترفع وتضع ، وتغني وتفقر ،
__________________
(١) العميد هو الذي هدّه المرض وهو المعمود.
(٢) قوله : «يا كريم الظفر» أي الكريم عند الظفر وظفره جليل عظيم.