من جهة أخرى يشحذ قريحة السيّالة في مدح أهل البيت عليهمالسلام أو رثائهم برهانا على ولائه الذي طبع عليه وفطر من لدن أن برز إلى هذا الوجود إلى أن فارق الحياة ولا شكّ أنّ في ذلك من الثواب الجزيل والأجر الوافر ما الله أعلم به.
ففي عيون أخبار الرضا للصدوق رحمهالله : إنّ عبد الله بن الصلت كتب إلى أبي جعفر الجواد عليهالسلام يستأذن في أن يرثي أباه أبا الحسن عليهالسلام فكتب إليه : اندبني واندب أبي.
وفيه عن عليّ بن سالم عن أبيه عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : ما قال فينا قائل بيت شعر حتّى يؤيّد بروح القدس.
وغير ذلك من الأخبار التي رواها الصدوق رحمهالله وغيره من حملة الآثار وإليك نبذة يسيرة من مراثيهم نوردها هنا أنموذجا صالحا لولائهم الصادق ومحبّتهم الصحيحة.
فمن ذلك ما أنشأه محمّد بن إسماعيل بن صالح الصيمري في رثائه عليهالسلام وتعزية أبي محمّد العسكري ، قال : وكان إنشائها هذا قبل مولد الحجّة عليهالسلام :
الأرض حزنا زلزلت زلزالها |
|
وأخرجت من جزع أثقالها |
عشر نجوم أفلت في فلكها |
|
ويطلع الله لنا أمثالها |
بالحسن الهادي أبي محمّد |
|
تدرك أشياع الهدى آمالها |
يا حجج الرحمان إحدى عشره |
|
آلت بثاني عشرها مآلها |
ومن ذلك ما قال عليّ بن عيسى الأربلي في مدحهم :
يا أيّهذا الرايح الغادي |
|
عرّج على سيّدنا الهادي |
واخلع إذا شارفت ذاك الثرى |
|
فعل كليم الله في الوادي |
وقبّل الأرض وسف (١) تربة |
|
فيها العلى والشرف العادي |
__________________
(١) من سفا يسفو أي سرع ، ومنه تسفى الرياح.