الحسن ، أنبأنا محمّد بن يوسف قال : سمعت أبا زرعة محمّد بن عثمان بن زرعة القاضي ، وقلت له : ما أكثر حمل إسماعيل بن يحيى المزني على الشافعي ـ يعني ـ فقال : لا تقل هكذا ، ولكن قل ما أكثر ظلمه للشافعي.
كتب إلى أبو (١) زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال : قال لنا [أبو سعيد بن يونس : محمّد بن عثمان يكنى أبا زرعة دمشقي ، ولي قضاء مصر سنة ، وكان محمود](٢) الأمر في ولايته وكتب عنه وكان ثقة وعزل فرجع إلى دمشق ، قرأت في كتاب [أبي الحسين الرازي : سمعت جماعة من شيوخ أهل دمشق منهم : عبد الرحمن بن عبد الله](٣) ابن راشد وغيره قالوا : فلمّا اتّصل الخبر بأبي أحمد الموفّق أن أحمد بن طولون قد خلعه بدمشق ، وكتب ذلك كتبا إلى سائر أعماله ، أمر الموفق بلعن أحمد بن طولون على المنابر بالعراق ، فلما بلغ ذلك أحمد بن طولون أمر بلعن الموفق على المنابر بالشام ومصر ، فكان أبو زرعة محمّد بن عثمان القاضي الدّمشقي ممّن خلع الموفق ولعنه ، وقال يوم لعن الموفق وقف قائما عند المنبر بدمشق ، وكان ذلك يوم جمعة حين خطب الإمام ولعن الموفق ، فقال أبو زرعة محمّد بن عثمان نحن أهل الشام ، نحن أصحاب صفّين ، وقد كان بيننا من حضر الجمل ، ونحن القائمون بمن عاند أهل الشام ، وأنا أشهد الله وأشهدكم أني قد خلعت أبا أحمق ـ يريد أبا أحمد ـ كما نخلع الخاتم من الأصبع ، فالعنوه لعنه الله.
قال الرّازي : وحدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح مولى بني مخزوم قال : لمّا رجع أحمد بن الموفق من وقعة الطواحين إلى دمشق من الحرب الذي كان بينه وبين أبي الجيش بن طولون بعد موت أحمد بن طولون وذلك في سنة إحدى وسبعين ومائتين قال لأبي عبد الله أحمد بن محمّد الواسطي : انظر من انتهى إليك ممّن كان يبغض دولتنا من أهل دمشق فليحمل إلى الحضرة ، قال : فحمل يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وأبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، وأبو زرعة محمّد بن عثمان القاضي حتى صاروا بهم إلى أنطاكية مقيّدين محمولين إلى بغداد قال : فبينا أحمد بن الموفق وهو المعتضد يسير يوما إذ بصر لمحامل الشاميين وهم
__________________
(١) بالأصل : «كتبت إلى أبي زكريا» والمثبت عن د ، و «ز».
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لإيضاح المعنى عن د ، و «ز».
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، للإيضاح.