هشام بن عروة قال : سقط محمّد بن عروة بن الزبير ، وأمّه بنت الحكم بن أبي العاص بن أميّة ، من على سطح في اصطبل الدوابّ للوليد بن عبد الملك فضربته بقوائمها حتى قتلته ، فأتى لعروة رجل يعزيه فقال له عروة : إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها ، فقال : لا بل أعزّيك بمحمّد ، فقال : وما له؟ فخبره بشأنه ، فقال :
وكنت إذا الأيام أحدثن نكبة |
|
أقول : شوى ما لم يصبن صميمي (١) |
اللهم أخذت عضوا وتركت أعضاء ، وأخذت ابنا وتركت أبناء.
فأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ، ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت. فلما قدم المدينة نزل قصره بالعقيق ، فأتاه ابن المنكور حين قدم فقال : كيف كنت؟ فقال : (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، ح وأخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الخليلي ، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أبي الحسن العارف ، قالا : أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو (٢) ، حدّثنا أبو عبد الله الصفار ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن يزيد الأدمي ، حدّثنا سفيان ، عن هشام بن عروة قال :
جاء رجل إلى عروة بن الزبير فعزّاه فقال : بأيّ شيء تعزيني؟ أبرجلي؟ قال : لا ، ولكن بابنك ، قطعته الدوابّ بأرجلها ، فقال عروة : وإنك لئن ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله (٣) ابنا أبي (٤) علي ، قالا : أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن سليمان بن داود ، ثنا الزبير ابن أبي بكر ، حدّثني أبو عزية محمّد بن موسى الأنصاري عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة قال لما أصيب عروة برجله وبابنه محمّد قال : اللهمّ إنّهم كانوا سبعة ، فأخذت واحدا وأبقيت ستة ، وكن أربعا فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثا ، وأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ، ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت.
__________________
(١) البيت للبريق الهذلي ، راجع شرح أشعار الهذليين ٣ / ٦٠.
(٢) بالأصل : عمر ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٣) بالأصل : عبد ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٤) بالأصل : بني ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، ود.