أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّراج بنيسابور ، ثنا محمّد بن علي بن [الحسين بن](٢) الحسن الحسني ، قال : سمعت الحسين بن سليمان يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : إن قال لي ربّي : ما غرّك بي ، أقول : يا رب برّك بي.
قال الخطيب : وأخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالرّيّ قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن علي الحسني ببخارى يقول : سمعت أيّوب بن محمّد الزاهد يقول : الدنيا معبر فاتخذوها معتبرا (٣).
قال الخطيب (٤) : محمّد بن [أبي](٥) إسماعيل العلوي ، واسم أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، يكنّى أبا الحسن ، ولد بهمذان ، ونشأ ببغداد ، ودرس فقه الشافعي على أبي علي ابن أبي هريرة ، وسافر إلى الشام ، وصحب الصوفية ، وصار كبيرا فيهم ، وحجّ مرات على الوحدة (٦) وجاور بمكة ، وكتب الحديث ببغداد عن أحمد بن سليمان العبّاداني ، وجعفر الخلدي ، وكتب بغير بغداد عن أحمد بن محمّد بن أوس ، والقاسم بن أبي صالح ، وعبد الرّحمن بن حمدان الهمذانيين ، وعن علي بن محمّد بن عامر النهاوندي ، وسليمان بن يحيى الملطي ، وأحمد بن علي بن مهدي الرّملي ، والزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، وخرج إلى خراسان ، فسمع بنيسابور من أبي العبّاس الأصمّ ، وأبي علي الحافظ ، ونحوهما ، واستوطن بخراسان إلى أن مات ببلخ ، وقد حدّث ببغداد ، كذلك أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب.
وذكره أبو عبد الرّحمن السلمي في تاريخ الصوفية فقال : أبو الحسن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي ، أحد الأشراف علما ونسبا ومحبة للفقراء وصحبة لهم مع ما يرجع إليه من العلوم. كتب الحديث ، والفقه وغير ذلك ، وصحب جعفر الخلدي وكان يكرمه ، دخل دويرة الرملة ولم يتعرف إليهم ، وكان يقوم بخدمتهم أيّاما حتى دخل يوما إنسان من الجبل ، فذهب.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ٩١.
(٢) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(٣) بالأصل ود ، و «ز» ، معتبر ، خطأ ، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٩٠.
(٥) زيادة عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٦) بالأصل : «الواحدة» والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.