قيس ، فقالوا : نعم ، قيس بن من؟ ففكّر طويلا ، فقال : قيس بن حبتر ، لا شك فيه.
أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى ، وأبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، قالا : أنبأنا محمّد ابن الحسين بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر الذهلي ، حدّثني إبراهيم بن جابر ، حدّثني بعض أصحابنا عن الرمادي قال : قال لي أبو مسلم المستملي : قال لي أحمد بن حنبل : قد اختلف في أمر قيس بن حبتر فائت الواقدي فاسأله ، قال : فأتيت الواقدي فسألته ، فجعل يتذكر ثم قال : حدّثناه سفيان ثم قال : عن من؟ قلت : لا أقول لك ، فاستلقى على قفاه ، وجعل يقول : عن من؟ ثم قال : عن قيس بن حبتر.
قال لنا القاضي أبو طاهر : زادني بعض أصحابنا في هذه الحكاية عن أبي مسلم قال : كان معه تابعه.
قال : وأنبأنا أبو طاهر الذهلي ، ح وأخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : حدّثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، حدّثني الصوري ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن جابر قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال الشاذكوني : كتبت ورقة من حديث الواقدي ، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلّا ابن مهدي عن مالك ، ثم أتيت بها الواقدي ، فحدّثني إلى أن بلغ إلى الحديث ، قال : فتركني ثم قام ، فدخل ثم خرج فقال : هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك بن أنس فلم أكتبه ، ثم حدّثني به. وقال إبراهيم بن جابر : حدّثني عليّ بن المبارك قال : قال عليّ بن المديني ، حدّثني ابن مهدي ـ يعني ـ عن مالك بحديث لم يحدّث به غيره عنه ، فكتب ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث ، ثم أتيت الواقدي بها ، فقرأ عليّ حتى بلغ إلى الحديث ، فنظر إليّ ثم نظر إلى الحديث ، ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ، ثم قال لي : كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث ، فمن بغضه لم أكتبه ، فلمّا رأيته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.
أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن ، قالا : ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق ، وأحمد بن محمّد الكاتب ، قالا : أنبأنا مخلد (٣)
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ١٠ ـ ١١.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٦.
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : مجالد بن جعفر.