أن أكتب؟ قال : مسائل الواقدي ، قلت له : أو ابن وهب؟ قال : لا ، إلّا الواقدي ، ثم ابن وهب ، في الدنيا إنسان يقول : سألت مالكا والثوري ، وابن أبي ذئب ، ويعقوب غيره.
قال (١) : وأنبأنا الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قال : سمعت إبراهيم الحربي (٢) يقول : سمعت المسيبي (٣) يقول : رأينا الواقدي يوما جالسا إلى اسطوانة في مسجد المدينة ، وهو يدرس ، فقلنا له : أيّ شيء تدرس؟ فقال : جزء من المغازي.
قال : وأنبأنا الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، ثنا أبو أيوب قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال : وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، ثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبري ، ثنا محمّد بن أيوب بن المعافى قال : قال إبراهيم الحربي :
وسمعت المسيبي (٤) يقول : قلنا للواقدي : هذا الذي يجمع الرجال يقول حدّثنا فلان وفلان ، [وحيث لا يميز واحد له](٥) حدّثنا بحديث كل رجل على حدة ، قال : يطول. قلنا له : قد رضينا ، قال : فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلدا. وفي حديث البرمكي : مائة جلد ، فقلنا له : ردّنا إلى الأمر الأول ، معنى اللفظتين متقارب.
قال الخطيب : وكان الواقدي مع ما ذكرنا من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن ، أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافقي (٦) ، ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، ثنى محمّد ابن موسى البربري (٧) ، قال : قال المأمون للواقدي : أريد أن تصلي الجمة غدا بالناس ، قال : فامتنع ، قال : لا بدّ من ذلك ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة ، قال : فأنا أحفظك ، قال : فافعل ، قال : فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى بلغ النصف منها ، فإذا (٨) حفظه ابتدأ بالنصف الثاني ، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول ، فأتعب المأمون
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ٧.
(٢) في تاريخ بغداد : إبراهيم بن إسحاق.
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : السّمتي.
(٤) راجع الحاشية السابقة.
(٥) الجملة بالأصل غير واضحة وصورتها : «وجئت لمتن لو» وفي «ز» : «وجئت بمتن واحد لو» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٦) كذا بالأصل و «ز» : «الرافقي» وفي تاريخ بغداد : الرافعي.
(٧) بدون إعجام بالأصل ورسمها فيه : «البربونى؟؟» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٨) بالأصل : «قال» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.