فِي بَعْضٍ) (١) أو من الأج وهو سرعة العدو ، قال تعالى (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٢) وقال الشاعر :
يؤج كما أج الظليم المنفر
أو من الأجة وهو شدة الحرّ ، أو من أجّ الماء يئج أجوجا إذا كان ملحا مرا انتهى. وقرأ عاصم والأعمش ويعقوب في رواية بالهمز وفي (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) وكذا في الأنبياء وفي لغة بني أسد ذكره الفراء. قيل : ولا وجه له إلّا اللغة الغربية المحكية عن العجاج أنه كان يهمز العألم والخأتم. وقرأ باقي السبعة بألف غير مهموزة وهي لغة كل العرب غير بني أسد. وقرأ العجاج ورؤبة ابنه : آجوج بهمزة بدل الياء. وإفسادهم الظاهر تحقق الإفساد منهم لا توقعه لأنها شكت من ضررنا لها. وقال سعيد بن عبد العزيز : إفسادهم أكل بني آدم. وقيل : هو الظلم والقتل ووجوه الإفساد المعلوم من البشر. وقيل : كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون شيئا أخضر إلّا أكلوه ، ولا يابسا إلّا احتملوه ، وروي أنه لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلّ قد حمل السلاح.
(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً) استدعاء منهم قبول ما يبذلونه مما يعينه على ما طلبوا على جهة حسن الأدب إذ سألوه ذلك كقول موسى للخضر (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ) (٣). وقرأ الحسن والأعمش وطلحة وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي ومن السبعة حمزة والكسائي خراجا بألف هنا ، وفي حرفي قد أفلح وسكن ابن عامر الراء فيها. وقرأ باقي السبعة (خَرْجاً) فيهما بسكون الراء فخراج بالألف والخرج والخراج بمعنى واحد كالنول والنوال ، والمعنى جعلا نخرجه من أموالنا ، وكل ما يستخرج من ضريبة وجزية وغلة فهو خراج وخرج. وقيل : الخرج المصدر أطلق على الخراج ، والخراج الاسم لما يخرج. وقال ابن الأعرابي : الخرج على الرؤوس يقال : أدّ خرج رأسك ، والخراج على الأرض. وقال ثعلب : الخرج أخص والخراج أعم. وقيل : الخرج المال يخرج مرة والخراج المجبي المتكرر عرضوا عليه أن يجمعوا له أموالا يقيم بها أمر السد. وقال ابن عباس خراجا أجرا.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (سَدًّا) بضم السين وابن محيصن وحميد والزهري والأعمش وطلحة ويعقوب في رواية وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير وباقي السبعة بفتحها
__________________
(١) سورة الكهف : ١٨ / ٩٩.
(٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٩٦.
(٣) سورة الكهف : ٨٨ / ٦٦.