و (إِذْ) بد من (يَوْمَ الْحَسْرَةِ). قال السدّي وابن جريج : (قُضِيَ الْأَمْرُ) ذبح الموت. وقال مقاتل : قضى العذاب. وقال ابن الأنباري المعنى (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) الذي فيه هلاككم. وقال الضحاك : يكون ذلك إذا برزت جهنم ورمت بالشرر. وعن ابن جريج أيضا : إذا فرغ من الحساب وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. وقيل إذا (قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) (١). وقيل : إذا يقال (امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) (٢) وقيل : إذا قضى سد باب التوبة وذلك حين تطلع الشمس من مغربها.
(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ). قال الزمخشري : متعلق بقوله (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) عن الحسن (وَأَنْذِرْهُمْ) إعراض وهو متعلق بأنذرهم أي (وَأَنْذِرْهُمْ) على هذه الحال غافلين غير مؤمنين. وقال ابن عطية : (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) يريد في الدنيا الآن (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) كذلك انتهى. وعلى هذا يكون حالا والعامل فيه (وَأَنْذِرْهُمْ) والمعنى أنهم مشتغلون بأمور دنياهم معرضون عما يراد منهم ، والظاهر أن يكون المراد بقوله و (قُضِيَ الْأَمْرُ) أمر يوم القيامة.
(إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) تجوز وعبارة عن فناء المخلوقات وبقاء الخالق فكأنها وراثة. وقرأ الجمهور (يُرْجَعُونَ) بالياء من تحت مبنيا للمفعول ، والأعرج بالتاء من فوق. وقرأ السلمي وابن أبي إسحاق وعيسى بالياء من تحت مبنيا للفاعل وحكى عنهم الداني بالتاء.
وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (٤٥) قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (٤٦) قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (٤٧) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (٤٨) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما